عرفت عملية توزيع المنحة السنوية على الجمعيات بأزرو أيت ملول ما اعتبره مهتمون خروقات كبيرة، حيث استأثرت ـ حسب رأيهم ـ جمعيات يشرف عليها رئيس المجلس البلدي لأيت ملول وأعضاء من مكتبه بحصة الأسد؛ بغض النظر عن واقع تلك الجمعيات في الحي، تلتها جمعيات أخرى تنتمي إلى حزب الرئيس لتحصد ما تركه أصحاب القرار، تاركة دراهم معدودة تمنح للمخالفين والمنافسين. وردا على ما وصف بالإقصاء المقصود، تساءل مصدر جمعي (ا. ب) كيف يعقل أن تستفيد جمعية حديثة العهد رئيسها عضو داخل حزب الرئيس، ولا تملك مقرا، وأنشطتها ظرفية أكثر من جمعيات لها مقر، ينتظرها أداء سومة الكراء والإنارة والماء، إضافة إلى ميزانية الأنشطة اليومية. ومن جهته، استغرب عضو سابق بجمعية مستقبل أزرو لكرة القدم مما وصفه بالقفزة النوعية التي عرفتها الجمعية في إطار المنحة، مضيفا أن منحة الجمعية التي كانت تتوصل بها من قبل المجلس البلدي لم تكن تتعدى بالأمس القريب أربعين ألف درهم. وعندما أصبح يشرف عليها عضو داخل المجلس البلدي لأيت ملول؛ وصلت المنحة إلى 250 ألف درهم، ونفى العضو ذاته أن يكون أداء جمعية مستقبل أزرو وراء هذه القفزة التي تطرح مجموعة من التساؤلات. وفي السياق ذاته، فقد استفادت جمعية يشرف عليها رئيس المجلس البلدي من منحة كبيرة، بالرغم من أن الجمعية تعرف ـ حسب المتتبعين ـ ركودا شبه تام، وأغلقت باب مقرها وعرضته في إحدى جموعها الاستثنائية للبيع. وبالرغم من أن عضوا بالمجلس البلدي نفى أن تستفيد الجمعيات ذات الصبغة التجارية كنوادي فنون الدفاع المختلفة، فإن جمعية من هذا النوع (جمعية شباب أزرو للتكواندو) رئيسها عضو داخل حزب الرئيس، استفادت دون غيرها من نوادي التكواندو والكراطي، مما يطرح أكثر من علامة استفهام. ومن جانب آخر، أكدت مصادر مطلعة أن المقترح الذي تقدم به أعضاء مستشارون، والذي يقضي بتمويل أنشطة الجمعيات بدل المنحة السنوية، ليتسنى ضبط الميزانية التي تخصص للجمعيات وطرق صرفها، تم رفضه ليتجلى بوضوح ـ حسب المصادر ذاتها ـ أن بالمدينة من يتفنن في إرسال التقارير التي يتبرأ منها الواقع، وينتهز تواجده بمركز القرار وقربه وانتمائه إلى حزب الرئيس ليتوصل بمنحة سنوية تغيض الفاعلين الأكفاء داخل المدينة. واستغربت عدة أوساط جمعوية تغاضي رئيس الفيدرالية عن هذا السلوك، معتبرة إياه بمثابة تواطؤ مفضوح. وجوابا على سؤال يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى لجنة تدبير منحة الجمعيات، قال إبراهيم الحسناوي، نائب مقرر الميزانية ببلدية أيت ملول ورئيس لجنة تدبير ملف الجمعيات إن عملية توزيع المنحة ليس وراءها خلفية سياسية، لأن بالمدينة ـ يقول رئيس اللجنة ـ جمعيات يشرف عليها أعضاء من حزبه، لم تتوصل بالمنحة، ولم يحدد العضو ذاته أي جمعية بالاسم، على الرغم من الإلحاح من المراسل، وأكد ذات المصدر أن اللجنة تعد تقريرا عن الجمعية وإشعاعها داخل المدينة؛ دون الأخد بعين الاعتبار، يقول الرئيس، معطى المقر والكراء، وتقترح، أي اللجنة، مبلغا ماليا منحة، لكن تبقى الكلمة الأخيرة لمكتب البلدية يقول ذات المصدر. وبرر رئيس اللجنة استفادة جمعية ذات صبغة تجارية (شباب ازرو للتكواندو) دون غيرها من الجمعيات، بأنها تكون تحت رهن الإشارة في الأنشطة الملكية والرسمية للعامل.