تعد صناعة الجلود في المغرب وتحويلها إلى أشكال إبداعية رفيعة من الحرف اليدوية التقليدية التي يمارسها الكثير من الحرفيين الماهرين، ويصونونها من الزوال بالرغم من قوة المنافسة. وأجمع عدد من الحرفيين الذين يمارسون نشاطهم اليومي بورش تقليدية موجودة بحي (باب الملاح) في المدينة العتيقة بالرباط في تصريحات متفرقة على أن هذه الصناعة التراثية من الصناعات التقليدية التي تجتذب إليها آلاف من السياح الأجانب. وأضافوا أن صناعة الجلود تتوارثها أسر مغربية يشهد لهم بإتقانهم لمنتجاتها، وتشتهر بها العاصمة المغربية ومدن سياحية أخرى في المملكة منها (فاس) و(مراكش) و(مكناس) و(أكادير) في الجنوب. وقال المعلم حفيظ الخليفي إن منتجاتها تمتاز عن باقي المنتجات الأخرى بالدقة والجودة والأصالة والجمال بالرغم من ممارستها في أماكن وأراش بسيطة. وأكد أن السياح الأجانب يقبلون بكثرة على شراء المنتجات بسبب ذوقها الرفيع، والأشكال الإبداعية التي ترسم عليها. ومنهم من يقضي أوقاتا طويلة في الورشة هنا لمعرفة الكثير عنها وصناعتها، خاصة صناعة (النعال) و(المحافظ) وغيرها. وأكد أحمد أوعلي أن هذه الحرفة تقي الشباب المغربي من الانحراف؛ فضلا عن مساهمته في الحفاظ عليها وعلى باقي الفنون الشعبية والتراثية من الانقراض. وأشار إلى أن الصناعات البلاستيكية أصبحت تنافس هذه الصناعة التقليدية التي تحتاج إلى دعم كبير ورعاية فعالة من قبل المسؤولين والقائمين على قطاعي الصناعة التقليدية والسياحية والهيئات الدولية التي تعنى بالفنون العريقة والتراث الإنساني العالمي.