اعتبر الباحث والمحلل الاقتصادي المغربي محمد حركات أن ما يحدث اليوم من انهيار للأسواق المالية العالمية يكرس فشل سياسة القطب الاقتصادي الواحد، بفعل تأثير العديد من التحولات العالمية، وفي مقدمتها ظهور أقطاب جديدة فيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي. وأضاف المحلل الاقتصادي ورئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والحكامة الشاملة، حسب ما جاء في العرب أونلاينأن أبرز تداعيات الأزمة برزت في بحث الولاياتالمتحدة عن شريك اقتصادي في دول العالم الإسلامي، حيث لعبت تركيا دورا في ذلك لغلق هذه الفجوة التي ظهرت ما بين الأقطاب الرأسمالية والعالم الإسلامي أيضا، وأدركت الولاياتالمتحدة بالتالي أنها غير قادرة على قيادة العالم، وغير قادرة على حل الأزمة لوحدها، لأن الأزمة اليوم مرتبطة الأطراف ومتشابكة. وعن الأسباب الأولى التي تقف وراء اندلاع الأزمة؛ يرى حركات أنها تختزل في عدة أسباب، أهمها الأسباب البنيوية المرتبطة بطبيعة النظام الرأسمالي الذي يعتمد على المضاربة والربح والتناقضات الهيكلية الاجتماعية، سواء على مستوى الدول الرأسمالية الكبرى التي تحتكر الثروات العالمية وتسيطر عالميا عليها، على مستوى المركز، أو على مستوى الأطراف، مؤكدا على وجود نفس المتناقضات على مستوى توزيع الثروة. أما السبب الثاني برأيه، فيتمثل في أسباب ظرفية، لأن ملامح الأزمة بدأت في الظهور منذ سبع سنوات مضت، ومن أسبابها المضاربة العقارية، بحيث إن الأثمنة ارتفعت بشكل كبير، خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم تلتها المضاربات على مستوى بنية تمويل السكن وبنية القروض، مما أسهم بشكل كبير في ارتفاع أثمنة العقار. وتطرق الباحث أيضا إلى تأثيرات الأزمة العالمية على الاقتصاد المغربي وما مدى استعداد المغرب لمواجهة صدماتها، ملاحظا أن ارتباط الاقتصاد العالمي بالمنظومة الاقتصادية الدولية والعالمية له تأثير على الاقتصاد المغربي، لأسباب عديدة، أهمها أن المغرب له علاقات اقتصادية مع العديد من الدول. وهناك برامج استثمارية تأتي من قبل شركات عالمية إلى المغرب الذي كان وما يزال قطبا وقبلة مهمة، لولا تداعيات الأزمة، وبدأ المستثمرون يترددون، باعتبار أن أي تغيير في خريطة الاستثمار العالمي يؤثر على الاقتصاد المغربي، كما أننا نجد أن المغرب بلد منفتح على الخارج. خاصة أن هناك نسبة مهمة من المهاجرين يقومون بتحويلات مالية مهمة جدا، والتي تأثرت هي الأخرى. ثم هناك قطاع السياحة الذي تأثر بشكل جلّي، ففي الجنوب المغربي عرفت نسبة السياح انخفاضا ملحوظا.