أكد إبراهيم بوغضن، رئيس جمعية سوس العالمة، أن جميع الشعوب تأثرت تأثيرا خفيفا بالثقافة الغربية، وحدد بوغضن مواطن التأثير تلك التي يصطلح عليها بالاستلاب الثقافي في سبعة، أبرزها: الاستيلاب للثقافة الفرنكوفونية، والاختراق الثقافي، والحرب الثقافية الأمريكية على الإسلام، وتحدي ثقافة الجنس والشهوة. وأضاف في محاضرة تحت عنوان الشأن الثقافي المغربي وتحديات الاستيلاب التي نظمتها منظمة التجديد الطلابي، إلى جانب فقرات المهرجان الوطني للفن والإبداع الطلابي، أن ذلك التأثير تنتقل عبره مفاسد المجتمع الغربي الثقافية إلى بقية الشعوب عبر الثقافة والفن والإعلام وغيره، واستند المحاضر إلى تحليل الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن الذي أبرز أن التأثير الغربي على الشعوب يمر بمراحل تبدأ بالاستتباع الثقافي، ثم التخريب الثقافي، ثم التنميط الثقافي، وأخيرا التلبيس الأخلاقي، وأكد بوغضن أن هذه المراحل تتم على حساب ثقافات الشعوب الأخرى؛ التي تعمل الحداثة الغربية على محوها وانتهاك حرمتها. وانطلقت فعاليات المهرجان الفني للمنظمة في دورته الأولى التي أطلق عليها دورة الفنان الأمازيغي الحاج بلعيد، واحتضنتها فضاءات جامعة ابن زهر تحت شعار: نحو إبداع طلابي يستدعي الهوية ويعيش الواقع. وقال محمد لغروس، المسؤول الثقافي الوطني لمنظمة التجديد الطلابي، إن الجامعة المغربية بحاجة إلى فن مبدع وملتزم يعانق قضايا الوطن والأمة، وتساءل لغروس في هذا السياق عن موقع الطالب المغربي في الخريطة الفنية الوطنية، مؤكدا أن الطالب المغربي من الواجب عليه أن يكون في طليعة المبدعين، متقدما على غيره لما يمتلكه من حس معرفي وروحي يمكّنه من التقاط أنفاس المجتمع والتعبير عنه فنيا، وقال لغروس إن مسؤولية الجامعة في هذا الإطار تكمن ملحاحيتها في الوقت الذي تزحف فيه قيم الرداءة الفنية والثقافية، تمارس نوعا من العنف الرمزي على المواطن المغربي وهويته. وأكد المسؤول الطلابي أنه لهذا الغرض أطلقت منظمة التجديد الطلابي مهرجانا فنيا وإبداعيا، مبرزا أن المنظمة تريد من أن يكون هذا المهرجان ملكا للطلاب، بمثابة فضاء للإبداع الفني الملتزم. من جانبه، قال عبد الإله بودات، الكاتب المحلي لفرع أكادير، أن الإبداع هو حاجة وطن وأمة، مبرزا أن الإبداع يجب أن يكون في الفن كما في العلوم بمختلف أنواعها. وتميز المهرجان بحضور الفنان المغربي الكبير، نعمان لحلو، والفنان الفكاهي مسرور المراكشي، ومجموعة إمزالن الأمازيغية، كما ألقى طالب فلسطيني كلمة بالمناسبة، هذا وشكل المهرجان فضاء لفروع المنظمة وطلبة جامعة بن زهر بأكادير لعرض سكيتشات ومسرحيات لبعض فروع المنظمة كالرباط وتطوان وأكادير، وفقرات أخرى كثيرة ومتنوعة. وعرفت الأمسية التي نظمت بأحد مدرجات كلية الحقوق حضورا مكثفا للطلبة والطالبات، الذين تفاعلوا وبشكل كبير مع كل فقرات الأمسية، هذا وعرفت الفترة الصباحية من نفس اليوم تنظيم عدد من الورشات حول السكيتش والمسرح والفكاهة، من تأطير كل من ابراهيم روبعة، ومسرور المراكشي، وعبد العزيز الحمداوي. عبد المجيد أسحنون