أسس ناشطون أمازيغ مغاربة أخيراً جمعية للصداقة الأمازيغية اليهودية بمدينة أغادير جنوب المغرب بهدف "توثيق الصلات التاريخية بين الأمازيغ واليهود الإسرائيليين الذين استوطنوا المناطق الأمازيغية بالمغرب وهاجروا إلى إسرائيل"، وفق بيان أصدرته هذه الجمعية بمناسبة تأسيسها. وأشاد ناشطون أمازيغيون بهذه المبادرة الجديدة باعتبار أنها وسيلة لتحقيق مصالح عديدة للمغرب ولجالية اليهود المغاربة في إسرائيل، كما أنها يمكن أن تلعب أدواراً اقتصادية وسياسية مهمة، أبرزها تقريب الرؤى بين العرب وإسرائيل في صراعهم التاريخي الطويل. في المقابل، ندد أمازيغيون آخرون بتأسيس هذه الجمعية، متهمين من كان وراءها بالجبن وبخيانة الأمة العربية والأمازيغ الأحرار، معتبرين هذه الخطوة نوعاً من الاستقواء بالأجنبي وانخراطاً في المشروع الأمريكي. أدوار ثقافية وسياسية ووصف الناشط الأمازيغي علي خداوي موضوع تأسيس جمعية للصداقة الأمازيغية اليهودية بالأمر العادي مادامت اليهودية تعد رافداً من روافد الثقافة المغربية، وبالتالي رَفْضُ الرافد اليهودي بالمغرب هو رفض لجزء من هوية المغرب التي لا يمكن تقسيمها أو تجزيئها. وقال المتحدث في حديث ل"العربية.نت": بإمكان هذه الجمعية أن تلعب دوراً حيوياً في دعم التواصل والتعاون الثقافي بين الأمازيغ واليهود بهدف تحقيق مصلحة المغرب والجالية اليهودية التي هاجرت من المغرب. وزاد خداوي بأن هذه الجمعية يمكنها أن تسهم بشكل فاعل في عودة اليهود المغاربة في إسرائيل إلى بلدهم المغرب لكون هذه الجالية كثيرة العدد هناك، وهو ما يشكل فائدة اقتصادية للمغرب. وبالنسبة للجانب السياسي، أكد الناشط الأمازيغي المغربي أن مثل هذه الجمعية التي ترفع شعار الصداقة بين الأمازيغ واليهود يمكنها أن تلعب دوراً سياسياً مهماً أيضاً من خلال تقريب الرؤى وتضييق الخلافات بين العرب وإسرائيل، مشدداً على ضرورة التفريق بين اليهود والدولة الإسرائيلية وبين الصهيونية كإيديوبوجية سياسية وعنصرية. ولفت خداوي إلى كون جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية أسست لإحياء تاريخ وتراث مشترك بين المغاربة واليهود عمره أزيد من 3000 سنة ووقع تهميشه لأسباب سياسية وتاريخية عديدة، مردفاً أن جلّ أضرحة أولياء اليهود وصالحيهم بالمغرب توجد في القبائل الأمازيغية بالأساس. انتقاد المبادرة ولم تلق مبادرة تأسيس جمعية للصداقة الأمازيغية اليهودية الترحيب من لدن كل أطياف الحقل الأمازيغي داخل المجتمع المغربي، مثل إبراهيم بوغضن، الناشط الأمازيغي ورئيس جمعية "سوس العالمة". وأوضح بوغضن في حديث ل"العربية.نت" أن مؤسسي هذه الجمعية "قاموا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يتعمد القتل الشنيع في حق الأطفال والنساء في فلسطين"، مضيفاً أن "أمازيغيي هذه الجمعية خانوا ميراث آبائهم وأجدادهم الأمازيغ الرافضين للطغاة والظالمين، باعتبار أن التطبيع مع الصهاينة هو خيانة للإرث الأمازيغي الحر"، على حد قول بوغضن. العربية.نت