أكد إبراهيم بوغضن رئيس جمعية سوس العالمة وهي جمعية تعمل في الحقل الأمازيغي أن التيار العلماني الأمازيغي يروج عدة أطروحات لا أساس لها من الصحة ترتكز على إبراز أن السلطات العليا في البلاد أعطت كافة الصلاحيات للجمعيات المكونة لهذا التيار لاختيار الحرف "الأصلح" لكتابة الأمازيغية. وذكر السيد بوغضن في اتصال هاتفي مع "التجديد" أن مثل هذه الفرقعات المخصصة للاستهلاك الإعلامي الهدف منها خلق تشويش حول قضية اختيار الحرف خاصة مع اقتراب عقد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لقاءا خاصا حول هذا الموضوع. وبخصوص موقف جمعيته من معركة اختيار الحرف الدائرة حاليا أوضح بوغضن أن اختيار الحرف اللاتيني لكتابة الأمازيغية يعد جريمة كبرى في حق القضية بصفة عامة، مضيفا بأن استمرار بعض الاتجاهات العلمانية بالتركيز على الحرف اللاتيني إنما هو خدمة مجانية للمسار الفرنكفوني الذي تسعى الدوائر الموجهة له لترسيخه في مستعمراته السابقة بشتى الوسائل. وقال رئيس جمعية سوس العالمة إن هذا الاتجاه العلماني واختياراته الخاطئة يعد طعنة في ظهر الأجداد الذين حاربوا وقاوموا الاستعمار الفرنسي، إذ بعد كل تاريخ المقاومة المجيد الذي سطره هؤلاء الأجداد، يأتي أنصار هذا التيار العلماني ليعيدوا الاستعمار الأجنبي إلى المغرب بطريقة أكثر خطورة وتمس الهوية الحضارية للبلاد. وأبرز بوغضن أن حرف الأمازيغية الأصيل الأصلح هو الحرف العربي لعدة اعتبارات، فمن جهة فالحرف العربي يشير بوغضن يسهل عملية التواصل بين مختلف أطراف الشعب المغربي وقضية الأمازيغية على اعتبار أنه حرف اللغة الأصيلة للبلاد، وأغلب التاريخ الأمازيغي مكتوب به. ومن جهة أخرى فالحرف العربي تكتب به لغات العديد من البلدان الإسلامية كاللغة الفارسية والأوردية والبشتونية وغيرها. وبالتالي تبني حرف معاد لهذا الأساس الحضاري سيخلق عدة ردود فعل غاضبة من طرف مكونات الشعب المغربي المختلفة. وكانت أمينة بن الشيخ عضو المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافي الأمازيغية والمديرة المسؤولة لجريدة العالم الأمازيغي، قد أكدت في اتصال مع "التجديد" أنه ليس في علمها أن لقاء المعهد يوم الثالث والعشرين من هذا الشهر سيخصص لدراسة ملف "الحرف" الذي ستكتب به الأمازيغية، مبرزة أن أعضاء المعهد لم يتوصلوا بأية مذكرة في هذا الإطار. يذكر أن جمعية سوس العالمة جمعية جهوية بجهة سوس ولها بعد وطني، وتجعل من القضية الأمازيغية محورا لنشاطها وعملها، وسبق أن نظمت في هذا السياق عدة ملتقيات ناجحة. أحمد حموش