تحولت الطماطم المغربية إلى موضوع شد وجذب بين الحزبين الرئيسيين في إسبانيا، فبعد أن كانت النقابات وجمعيات الخضر تقود حملة ضد المغرب داخل إسبانيا وفي الاتحاد الأوربي، أصبحت الطماطم موضوع صراع سياسي بين المتنافسين التقليديين ( الاشتراكي والشعبي)، ففي أول رد على ما نشرته وسائل الإعلام يوم الإثنين حول مقترح الحزب الشعبي الإسباني المعارض الذي دعا فيه إلى إلغاء الاتفاقية الموقعة بين الاتحاد الأوربي والمغرب فيما يخص صادرات الطماطم، انتقد مستشار مكتب الزراعة والثروة السمكية الإسباني، مارتن سولير، عن الحزب الحاكم ما سماه الأسلوب العبثي الذي ينهجه الحزب الشعبى والذي تجلى في دعوته التخلي عن اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وشدد سولير على أن الحزب الشعبي لم يدافع أبدا عن الطماطم الإسبانية أو الاندلسية عندما كان على رأس الحكومة، مؤكدا على أن القرار الذي تبنته حكومات مورسية، وجزر الكناري، والأندلس وفالنسيا بالتوقيع على وثيقة للدفاع على هذا القطاع تم بعيدا عن الانتماءات الحزبية. على الجانب المغربي أعلن وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز عن تشكيل لجنة مشتركة مغربية-إسبانية لبحث التهديدات التي يقوم بها المزارعون الإسبان للمنتجات الزراعية التي يسعى المغرب إلى تصديرها نحو أوروبا. وفي معرض رده على سؤال أمام مجلس المستشارين أول أمس الثلاثاء، صرح معزوز أنه طرح هذا الاقتراح خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها نظيره الإسباني ميجل سباستيان للمغرب وتعهد الوزير لإسباني ببحث الأمر مع المسئولين.وأوضح معزوز في رده الذي تلاه نيابة عنه عبد السلام المصباحي، كاتب الدولة للتنمية المجالية، أن التهديدات التي يقوم بها المزارعون الإسبان للمنتجات المغربية تأتي في ظل المفاوضات الجارية مع المفوضيبة الأوروبية لمراجعة البروتوكول الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ويرى الوزير المغربي أن الموقف المعادي الذي يتخذه المزارعون الإسبان يرجع إلى الخوف من القدرة التنافسية العالية التي تمثلها المنتجات الزراعية المغربية.