وصل يوم الأحد 13 أبريل 2009إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء 15 مغربيا من متضرري زلزال إيطاليا، ويتعلق الأمر بنساء وأطفال لم يستطيعوا تحمل العيش في الخيام التي خصصتها الحكومة الإيطالية للمتضرريين، بسبب التقلبات الجوية والتساقطات المطرية التي تشهدها المنطقة. فيما لم يتمكن 9 مغاربة من الالتحاق بالمغرب بسبب إشكالات إدارية. وأشارت نزهة الوافي، برلمانية العدالة والتنمية مقيمة بالديار الإيطالية، إلى جهود السفارة المغربية في تقديم الدعم اللازم للمغاربة المتضررين، التي أشارت إلى أنها استجابت في وقت وجيز لطلبات العودة، مضيفة إلى أنها تتابع إلى جانب منظمة كاريطا الإنسانية، تدبير مصالح المتضررين المادية والاجتماعية. وشددت الوافي على جهود المركز الإسلامي بأبروتسو، الذي قدم خدمات مهمة في إطار دعمه للمتضريين من الزلزال، مضيفة في اتصال هاتفي بـ التجديد أن الأطفال وبعض النساء لم يستطيعوا تحمل ظروف العيش في المخيم الذي وفرته الحكومة الإيطالية لاحتضان الجالية المغربية المتضررة من الزلزال. وأكد المهاجرون العائدون من الديار الإيطالية، الذين وجدوا في استقبالهم عائلاتهم وممثلين عن وزارة الخارجية، أن الدولة المغربية تحملت مصاريف سفرهم إلى المغرب. هذا، واختلطت مشاعرالفرحة بالنجاة من الزلزال الذي ضرب إقليم لابروتسو الإيطالي الإثنين ما قبل الماضي، وأدى إلى تشريد ما يصل إلى 50 ألف شخص، بينهم مغاربة، بدموع الأسى والحزن على ضياع المتاع والممتلكات والوثائق والأوراق الرسمية، لحظة وصولهم إلى مطار محمد الخامس. وفي الإطار ذاته عبرت سميرة نايضي لـ التجديد أنهم كانوا يبيتون طيلة الأيام الأولى للزلزال في السيارات قبل أن ينتقلوا إلى الخيام التي وفرتها الحكومة الإيطالية، وأشارت إلى أن ظروف الإيواء كانت قاسية جدا بسبب قساوة الظروف الطبيعية. وهو ما أكده سعيد بوعبدلي، الذي بدا متحسرا على ضياع ثماني سنوات من الغربة؛ ليجد نفسه عائدا بدون أي شيء، مؤكدا أن طلب عودته إلى المغرب إلى جانب العديد من المهاجرين، جاء لأن أطفالهم ونساءهم لم يحتملوا قساوة الظروف في ظل العيش في الخيام. وأشار المغاربة العائدون للمغرب، أنهم سيتركون أطفالهم ونساءهم في عهدة عائلاتهم بالمغرب، وسيعودون خلال الأسبوع المقبل إلى الديار الإيطالية لتعهد مصالحهم المتضررة. ومن جهة أخرى تأكد من مصادر مدنية من إيطاليا، أن الزوجيين المغربيين الذين كانا قد فقدا بعد الزلزال، تم العثور عليهما بمدينة طورينو التي انتقلا إليها بعد الزلزال. وفي نفس الكارثة تضرر عدد من مساكن المهاجرين المغاربة في إقليم لابروتسو، إذ يشكلون 76,13 في المائة من مجموع الأجانب في المنطقة. ونقلوا شأن باقي المتضررين للإقامة في الخيام، إذ يستفيدون من الدعم والمساعدات التي توزعها الحكومة الإيطالية وهيئات المجتمع المدني عليهم. هذا وأفادت وكالة أنزا أن حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة لاكويلا (وسط ايطاليا) وضواحيها ارتفعت أول أمس الأحد إلى 294 قتيلا، وكانت حصيلة سابقة قد تحدثت عن 293 قتيلا وحوالي 1170 جريحا من بينهم أزيد من 170 في حالة خطيرة. وتوقفت عمليات البحث بعد العثور على كل الأشخاص المفقودين. ويعد الزلزال الذي ضرب بشكل خاص مدينة لاكويلا (68 ألف نسمة) الأعنف منذ الزلزال الذي استهدف مدينة ميسينا (جنوب) سنة 1980 وأودى بحياة 2735 شخصا. وأدى الزلزال إلى وقوع أضرار بحوالي 26 مدينة وقرية بإقليم أوبروتسو، كما أنه تسبب في دمار هائل في المنازل والبنايات بقلب مدينة لاكويلا التاريخي حيث معظم المساكن قديمة البناء.