تكشفت خلال الآونة الأخيرة حملة تنصيرية قوية ضد المغرب من داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية أساسا، ويتزعمها منصرون إنجيليون، ترمي إلى تفتيت الوحدة الدينية والتماسك الاجتماعي للمغرب، كما تسعى من جهة ثانية إلى تفتيت وحدته الترابية مستغلة النزاع حول الصحراء لتشجيع التنصير في صفوف اللاجيئين في تندوف، حيث يختلط التنصير بالعداء للوحدة الترابية للمغرب. فخلال الأسبوع الماضي، وجّه ثلاث نواب أمريكيين، معروفين بولائهم للتيار الإنجيلي المتشدد، وهم صام براونباك وجيمس إنهوف وجيم ديمنت، من بين سبعة، رسالة إلى كل من وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وسفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، يدعون فيها إلى دعم ما وصفوه بـشعب الصحراء الغربية في ممارسة حقه في تقرير المصير من خلال استفتاء حر وعادل ونزيه، في محاولة منهم للضغط على المغرب عشية انعقاد اجتماع مجلس الأمن لمدارسة ملف الصحراء المغربية. وفي يوم 2 أبريل، نُشر تقرير حول تنظيم كنيسة صخرة المسيح الأمريكية، الدورة الرابعة للحوار بين الأديان بتندوف، استهدف بها الصحراويون بالمخيمات، وحضرها مسيحيون ومسلمون خاصة من الجزائر، قدّمت خلالها خمسة عروض، أبرزها تلك التي كانت تحت عنوان من هو المسيح؟، وآخر بعنوان من هو محمد؟، وثالث بعنوان السلام. واعتبرت راعية تلك الكنيسة جانيت لينز أن ما حققته في تندوف من برامج فشلت في تحقيقها حتى داخل الولاياتالمتحدة. وتعد جانيت لينز من أبرز المناوئين للوحدة الترابية للمغرب، إلى جانب سياسيين أمريكيين، أبرزهم جيمس إنهوف وصام برانباوك. ولا تفتأ جانيت لينز أن تتدخل في كل مرة تجتمع فيها اللجنة الرابعة بالأممالمتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار، للدفاع عن البوليساريو، مستغلة الوضع المأساوي للمحتجزين هناك في تندوف. ويرى مراقبون أن نشاط لينز وكنيستها صخرة المسيح، خاصة في صفوف الأطفال الصحراويين منذ سنة ,1999 يعرضهم لمخاطر التنصير، ويرون أن عداءها للوحدة الترابية للمغرب يجد تفسيره في نشاطاتها التنصيرية، حيث يتم غض الطرف عنها من لدن البوليساريو من أجل ضمان مساعدات مادية أكثر. أما الأخطر في هذه الحملة، فهو ما كشف عنه مركز أمريكي للبعثات التنصيرية في العالم، من مخطط يستهدف المغرب في وحدته الترابية والدينية، أطلق عليه مشروع جوشا، ويقسم المغرب إلى 24 مجموعة منها عشر تهم المناطق الأمازيغية، اعتمادا على المعطى الثقافي واللغوي، ويقدم بشأنها معطيات صادمة حول ما يزعم أنهم مغاربة تم تنصيرهم. ووفقا لهذه المعطيات، فقد تمّ تقسيم المغرب إلى منطقة أولى يسكنها الناطقون بـ(الدارجة) هي الكبرى. تليها المنطقة الثانية، وتتعلق بالجهات التي يسكنها أمازيغ استعربوا حسب نفس المشروع. ثم تأتي المناطق الأمازيغية الأصلية، حيث تنتشر اللهجات الأمازيغية والشلحة والريفية.