تكمن أهمية مشاركة المجتمع المدني في المنتديات الدولية وخاصة الأممالمتحدة في أمرين: -التسويق للفكر المؤطر لتوجه هذه المؤسسات المدنية والترويج لبرامجها حسب ما يتاح لها من الإمكانيات لكي تصبح هيئة خبيرة تعتمد عليها المؤسسات التابعة لهيئة الأممالمتحدة في صياغة البرامج والمقررات، وقوة اقتراحية في المؤسسات التمثيلية والقانونية التي ترصد المعطيات المحلية للدول لمتابعة تنسيب هذه المقررات أو صياغة البرامج الحكومية أو مراقبة سير المواثيق الدولية. وتعتبر الجمعيات ذات الوجود الفاعل في دواليب هيئات الأممالمتحدة التي تتقن فن اللوبينغ وتسوق لأفكار قوية ومؤثرة. - هذه المؤسسات المدنية تكون سفيرة بلدانها المحلية، وتعلب دوار مهما في الدبلوماسية الشعبية، بحيث تبرز الجوانب الإيجابية لبلدانها المحلية وتسهم في اقتراح الأفكار التي ترى أنها يمكن أن تحتل موقع العالمية. ولعل هذين الدورين هما ما حاولنا القيام به في الدورة 53 التي كان موضوعها حول انخراط الرجل في المسؤوليات الأسرية، وخاصة رعاية المرضى بالسيدا، إلا أن هذا الموضوع لقي استياء كبيرا من جميع المشاركين، وتحفظ عليه أغلبهم؛ سواء على مستوى المؤسسات الرسمية أو المدنية أو على مستوى الخبراء، حيث اعتبر إجمالا موضوعا ملتبسا. وقد شاركنا في إطار هذه الدورة بورشة بشراكة مع الجمعية الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط بمحور حول دور الأسرة في الأمن الاجتماعي والاقتصادي للإنسانية، وركزنا فيه على تبني مفهوم الأسرة الذي أجمع عليه الخبراء وممثلو الديانات الثلاث في مؤتمر الدولة الذي كان تحت رعاية الأممالمتحدة، ثم بينا الدور الذي تضطلع به الأسرة في حماية الإنسان ونشأته السوية وبناء المفاهيم الاجتماعية ومعايير السلوك الاجتماعي، وترسيخ القيم وتعلم الإنسان مبادئ المسؤولية، كما ركزنا مفهوم العلاقة الجنسية بمعناه الإنساني الذي يتعلمه الإنسان داخل الأسرة. وكان لنا حضور وازن في ورشة أخرى، إذ قدما تصورنا في هذا الصدد، والذي لقي استحسانا كبيرا من قبل الجمعيات المدنية الأوربية ومن قبل ممثلة الاتحاد الأوربي التي تحدثت عن التداعيات الخطيرة لمقاربة الجندر على ضعف النسل، ودقت ناقوس الخطر بهذا الصدد، وقد لقي مقترحنا الخاص بدعم الأسرة ودعم المرأة الولود تأييدا كبيرا داخل هذه الورشة. وقد تحقق من خلال حضورنا الوازن في هذه الدورة جملة من الأهداف من بينها: - تصحيح صورة المرأة المحجبة، فقد كانت المجموعة التي مثلت جمعية الحضن تستجمع كل شرائط الأهلية العلمية واللغوية والتواصلية والمعلوماتية، مما مكنها من التواصل الإيجابي مع بقية المؤسسات، وهو ما مكنها من أن تحظى هي ومقترحاتها بتقدير واعتبار أغلب المسؤولين في الهيئات النشطة داخل الأممالمتحدة. - لقيت أفكارنا بخصوص مفهوم الأسرة قبولا جيدا من لدن العديد من الجمعيات المدنية، بل قد تم تبنيها من جهات عليا في الأممالمتحدة. - عرفت الجمعية بشكل قوي، وأصبح عندها مقعد في الشبكة الإفريقية، وحظيت بالتقدير الكبير من قبل المسؤولين فيها، كما أصبحت نقطة معتمدة في التشبيك داخل إفريقيا. - ومن حيث الخبرة العلمية تم اعتمادنا كخبراء في هيئات عديدة.0