كشفت مصادر مصرية وقطرية مطلعة النقاب عن أن قمة الرياض المصغرة التي دعا لها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز كلا من الرئيسين السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وإن كانت قد نجحت في تجسير الهوة بين المحور العربي التقليدي دمشق ـ الرياض ـ القاهرة، فإنها عمقت الخلافات المصرية ـ القطرية، بعد شيوع معلومات عن أن القاهرة تحفظت على مشاركة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ففي الدوحة استغرب أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد المسفر في تصريحات خاصة لـ قدس برس تحفظ مصر على حضور أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقمة الرياض اليوم، واعتبر ذلك دليلا ملموسا على عدم جدية القاهرة في إحراز المصالحة العربية، وقال: إذا كانت النوايا حسنة لمصالحة عربية ـ عربية فإنني أستغرب التحفظ المصري على حضور أمير دولة قطر للقمة الخماسية التي كان من المفترض أن تتم اليوم في العاصمة السعودية الرياض، لأنه ليس هناكمن سبب لدى القيادة المصرية لتتحفظ على حضور أمير قطر، لكن يبدو أن الإدارة المصرية يوما عن يوم تثبت بأنها تصغر وبأنها لم تكن في مستوى المسؤولية ولا في مستوى القضايا العربية . وأشار المسفر إلى أن تحفظ القاهرة على حضور أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقمة الرياض اليوم يأتي على خلفية ما أسماه بـ الغيرة من الدور القطري في المنطقة، مناقضا للجهود السعودية في تحقيق المصالحة، وقال: في يقيني أن المصريين لديهم غيرة وحساسية مفرطة تجاه دور قطر في القضايا العربية، التي لم تستطع إدارة الرئيس حسني مبارك أن تقوم بما يجب أن تقوم به في هذا الشأن، وعلى ذلك سيكون الموقف المصري مخالف لتوجهات القيادة السعودية في إنهاء الخلافات السياسية بين القيادات العربية واللاعبين الرئيسيين في هذه السياسة وعلى رأسهم أمير دولة قطر . ودعا المسفر دول مجلس التعاون الخليجي إلى اتخاذ موقف موحد من التحفظ المصري على حضور أمير قطر لقمة عربية مصغرة في دولة خليجية، وقال: الغريب أن مصر قبلت بحضور أمير دولة الكويت، وهي دولة خليجية وتنعقد القمة في دولة خليجية هي السعودية، وتتحفظ على دولة خليجية، وفي هذا الشأن أعتقد أن دول مجلس التعاون إذا كانت لديها إرادة حقيقية، يجب أن تتخذ موقفا تجاه السياسة المصرية ضد دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي . وعما إذا كانت الخلافات المصرية ـ القطرية ستحول دون حضور القيادة المصرية للقمة العربية العادية المتوقعة في نهاية آذار (مارس) الحالي، قال المسفر: لا شك أن القيادة المصرية فقدت حسها التصالحي، وبالتالي لا عتب عليها وعلى ما تفعله بالنسبة لنا في قطر، أما القمة العربية التي ستعقد في الدوحة في نهاية الشهر الجاري، فإن مصر مدعوة إليها وقد تم تسليم الدعوة لها رسميا بالطرق الرسمية، والقيادة المصرية مدعوة إلى قمتين: القمة العربية والقمة العربية مع دول أمريكا اللاتينية، وإذا لم تحضر فهي الخاسرة، ووفي تقديري أنها ستمثل في القمتين في ظل المعطيات الراهنة بمندوب أو موظف في الخارجية، لتثبت مصر أنها صغرت في مكانتها أمام دولة صغير الحجم والمساحة والسكان لكنها كبيرة المواقف والمكانة والمقام ، على حد تعبيره. وفي القاهرة نفى مسؤول لجنة التثقيف في الحزب الوطني الحاكم ورئيس تحرير مجلة الهلال مجدي الدقاق في تصريحات خاصة لـ قدس برس أن تكون هناك تحفظات مصرية ضد أمير قطر، وقال: لا أعتقد بوجود تحفظ مصري على أمير دولة قطر، وليست لدي معلومات عن وجود مثل هذا التحفظ ولا على تحفظ القاهرة على استقبال أي زعيم عربي في هذه القمة بدليل أن مصر رحبت بجهد المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية . وأشار الدقاق إلى أن القاهرة لديها الرغبة والإرادة لتنقية الأجواء العربية، وأن حفاظها على العلاقات مع سورية تدخل في هذا السياق، وقال: لقد ظلت القاهرة محتفظة بشعرة معاوية ولم تصعد خلافاتها مع دمشق، لأنها تعلم أن دمشق في حاجة إلى القاهرة، وتعلم أن الجهد المصري يحتاج لأي دعم عربي، وخصوصا سورية، وقد تعاملت مصر مع سورة بحكم التاريخ والموقع والمسؤولية وباعتبارها الاقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة، وكانت تعلم أن سورية عائدة ـ عائدة إلى الحضن العربي، ولذلك الدور السوري والدعم السوري كان مهما لمصر، ولسورية دورها في المنطقة وارتباطها بالصراع العربي ـ الإسرائيلي ولها الجولان محتلة، وبالتالي كانت مصر في مستوى المسؤولية وقبلت الإشارات السورية لعودة العلاقات وقبلت بالجهود السعودية ، على حد تعبيره. واتهم الدقاق قطر بأنها عراب السياسات الإيرانية في المنطقة، وأعرب عن خشيته من أن تفاجئ العرب في القمة المقبلة بدعوة إيران أو شخصيات إسرائيلية، وقال: نحن مع تحسين العلاقات مع قطر، وأن الدور القطري عليه أن يستقبل القمة العربية العادية فقط في أواخر آذار (مارس) الجاري، لكن ما حاولت قطر أن تقوم به في غزة كشف أن قطر لم تكن حريصة على المصالحة العربية وعلى التضامن العربي، وكانت عرابا للدور الإيراني سواء في مؤتمر الدوحة الذي دعت له الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وبعض الفصائل الفلسطينية التي لا تمثل الشعب الفلسطيني، وبالتالي كان يجب إعادة تقييم الموقف القطري، ومع ذلك فمصر ليس لديها أي مانع في أن تشمل المصالحة العربية كل الأقطار العربية، والمهم أن تكون المصالحة على أسس المصالح العربية، ولا تفاجأ الأقطار العربية بحضور ممثل لإيران أو ربما لإسرائيل في القمة العربية المرتقبة في الدوحة نهاية الشهر الجاري ، كما قال. وكان عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي قد كشف النقاب في تصريحات الثلاثاء (10/3) عن أن قمة خماسية ستعقد اليوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض تضم قادة كل من السعودية وسورية ومصر والكويت وقطر، غير أن قناة الجزيرة القطرية تحدثت اليوم الأربعاء عن أن تحفظات مصرية حالت دون انضمام أمير دولة قطر للقمة الخماسية في الرياض.