احتفلت نساء تنكارف نايت عبدي المعتصمات يوم الأحد 8 مارس 2009 ببني ملال لأول مرة باليوم العالمي للمرأة. وقالت زينبة، في شهادة أمام جمهور الحاضرين في الوقفة التي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تكريما لنساء حصار الثلوج، إنها لم تسمع قط بهذا العيد إلا من بعض الصحفيين والنشطاء الجمعويين حين اعتصمت ببني ملال، مضيفة أن ما تعرفه عن المرأة هو المعاناة. وسردت زينبة ما عانته وما تزال تعانيه؛ خاصة بعد وفاة والدتها حيث وجدت نفسها أما رغما عن أنفها تربي إخوتها الصغار وهي ماتزال في عقدها الثاني. وطالبت بهذه المناسبة بإنصاف زميلاتها نساء الجبل وضحايا حصار الثلوج وفك العزلة عنهن، وتوفير مستوصف ودار للولادة لهن لإنهاء المخاطر والظروف اللاإنسانية التي يضعن فيها. وساقت زينبة نموذجا لسيدة تزوجت وعمرها 11 سنة، وولدت إحدى عشر مرة توفي نصف مواليدها بسبب هذه الظروف، وقالت زينبة إن المرأة في الحصار لا تتوفر حتى على ما تطعم به أطفالها... ومن جانبها تقدمت فاضمة نظيفي (33 سنة) بشهادة حية هي الأخرى ترجمت فيها بلغة أمازيغية صادقة ما تتكبده النساء في أعالي الجبال، وأكدت هي الأخرى أنها لم تسمع بهذا العيد الذي يتحدث عنه الناس، وأن كل ما تعرفه هو شظف العيش والمخاطر المحدقة بالمرأة الجبلية التي تواجه جميع أنواع التهميش على مستوى الصحة والتعليم والتغذية، وتأسفت للتجاهل الذي قابلته بهن السلطات؛ خاصة وأن مطالبهن بسيطة جدا وأساسية للحياة. ومن جانبه ذكر عباسي عباس، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال، بالأسباب التي دفعت أهالي تنكارف للاعتصام أمام الولاية منذ 15 يوما وما يعيشونه في معتصمهم من معاناة بسبب بعدهم عن أطفالهم وبسبب الظروف المناخية القاسية في العراء.