نظم أخيرا موقع مشاهد الذي يديره عادل السمار بتعاون مع كل من المعهد العالي للسينما والسمعي البصري والمكتبة الوطنية، لقاءه السنوي حول مناقشة الحصيلة السينمائية لسنة 2008 التي قدمها المركز السينمائي المغربي مؤخرا، حضره مجموعة من النقاد والسينمائيين والصحافيين. وهكذا قدم أيت عمر المختار قراءة نقدية في بعض المعطيات المتعلقة بالأفلام المغربية، فقد أوضح أن الدعم السينمائي الذي يضمن وتيرة إنتاج متزايدة وصل تقريبا هذه السنة إلى 5 مليار سنتيم؛ في حين أن مداخيل السينما لم تحقق إلا 1مليار، أي أن الدولة خسرت 4 مليار سنويا ومع ذلك فهي مستمرة في الدعم. وأشار أيت عمر إلى أن هناك 53 قاعة مهددة بالانقراض، بمعنى أن في المنظور القريب لن يكون هناك توازن. أما الناقد إبراهيم أغلان فقد انتقد تزايد المهرجانات والملتقيات السينمائية أمام تراجع دور الأندية، فقد ركز على الاختلالات التي تصيب مجموعة من المهرجانات دولية أو وطنية أنه على مستوى التنظيم أو البرمجة، إضافة إلى غياب هوية مؤطرة لها. أما الناقد مولاي إدريس الجعيدي فقد ركز على المساءلة الثقافية للشأن السينمائي بالمغرب وللمؤسسة العمومية التي تديره، و لتي تقوم بتمييع العملية التنشيطية في المهرجانات مع نوع من الحصار للعملية الثقافية. كما دعا إلى ضرورة التنديد بالعلاقات المشوبة بالمحاباة بين بعض النقاد أو الصحافيين و المخرجين، وبالصراعات الشخصية التي تشهدها مجموعة من المهرجانات. و انتقد الجعيدي الخطاب المؤسساتي السينمائي فيما يخص بناء 150 قاعة سينمائية في الوقت الذي يشهد فيه القطاع السينمائي تدهورا ملحوظا. مما يستوجب إستراتيجية واضحة تنبني على المساؤلة الثقافية لجميع التظاهرات السينمائية بالمغرب. أما في ما يخص النقاش فقد ابرز مجموعة قضايا من بينها مكانة الطفل في السينما المغربية، دور الناقد السينمائي في الميدان السينمائي والسينما وعلاقتها بأحكام القيمة.