احتضن المعهد الفرنسي للشمال بتطوان مؤخرا أمسية فنية احتفاء بالمتوجين في المسابقة الوطنية الأولى للنقاد السينمائيين الشباب التي نظمتها مجموعة البحث في الدراسات السينمائية والسمعية البصرية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، بشراكة مع الجمعية المغربية لنقاد السينما والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش والمعهد الفرنسي للشمال بحضور نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي حسن الزباخ، والمدير الجهوي للمعهد الفرنسي للشمال بتطوان، ورئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما خليل الدامون، ورئيس مجموعة البحث في الدرسات السينمائية والسمعية البصرية حميد العيدوني، ومحمد أنقار، ومحمد مشبال، وعبد الإله الخليفي، ويونس الرياني، ومحمد المعادي، وعدد من الطلبة النقاد والباحثين والمهتمين بالحقل السينمائي افتتحت الأمسية بوصلات موسيقية أبدعتها مجموعة «وانتد» برئاسة عمر الباديسي التي انسجم معها الجمهور الذي حضر بكثافة، تلاها عرض شريط وثائقي يؤرخ لأهم المحطات واللحظات التي مرت منها مجموعة البحث في الدراسات السينمائية والسمعية البصرية خلال 22 سنة من العمل الدؤوب والمتواصل التي وثقتها عدسة كاميرا المجموعة، والتي حرصت على أن يكون الشباب دائما متواجدا في كل الأنشطة والتكوينات، حيث يعتبر حميد العيدوني أن الجامعة المغربية إذا لم تنفتح على الحياة فإنها ستموت، يقول: « أنا لا أنتقد أننا نقرأ المعري، ولا فونتين، ولكن في نفس الوقت على الجامعة المغربية أن تنفتح على الحياة والسينما أداة تمكن الشباب الانفتاح على الحياة»، منطلقا من اعتبارين أساسيين في ما يخص نشأة فكرة مباراة خاصة بالنقد السينمائي، أولهما تتعلق بضرورة مساعدة الشباب على المرور من مرحلة الانبهار بالصورة، أي المشاهدة الحالمة إلى مشاهدة عالمة، تعتمد على أدوات ومرجعيات سينمائية وهو ما يعني تجاوز مستوى القراءة إلى مستوى التأويل. أما الاعتبار الثاني فيكمن في ضرورة البحث عن دماء جديدة وضخها في جسم النقد السينمائي المغربي من أجل ضمان استمراريته وتطوير خطابه وتجديد مقاصده .كما أننا نعتقد جازمين بتلازم النقد السينمائي، وعشق السينما. شاكرا دعم الجامعة في شخص مصطفى بنونة، والأستاذ حسن الزباخ الذي ما فتئ يشجع إبداعات الطلبة. مذكرا بمقولة لأحد المنظرين الكبار في السينما والمدرسة في فرنسا ألان بيغ كالا قال: «أنا في مرحلة ما من عمري أنقدتني المدرسة، وحين كبرت أنقدتني السينما». وتوزعت جوائز المسابقة الوطنية الأولى للنقاد السينمائيين على الشكل الآتي: الجائزة الأولى لأحسن نقد مكتوب بالعربية إلى إسماعيل عزام طالب بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا الفندقية والسياحية أكادير» كان مقدرا له أن يصبح مليونير»، فيما نال عزيز ريان خريج كلية الآداب بتطوان الجائزة الثانية ب»فريدا» أما جائزة أحسن نقد مكتوب بالفرنسية فقد توجت عثمان المعنوني ابن المخرج المغربي أحمد المعنوني صاحب فيلم» الحال» من ESAV بمراكش عن مقاله Gloria de John Cassavetes»، واستحقت سارة المرتجي من كلية الآدب بتطوان الجائزة الثانية ب La gloire de mon père, de ladaptation، واحتل سعيد مازوري من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات المركز السمعي البصري بسباتا الرتبة الثالثة عن مقاله Casanegra de Nour Eddine Lakhmari, blockbuster ingrat ou chef duvre du cinéma، هذا وقد عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى هشام بن عبد الوهاب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان عن مقالهPulp Fiction, anti-film . واختتم الحفل بقراءات شعرية للشاعر محمد العناز تلتها أغاني كات سيفن ولارا فابيان التي أبدعت في أدائها مجموعة وانتد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسابقة تعد أول مبادرة بالمغرب تخص الطلبة الجامعيين أو الذين يتابعون دراستهم بالمعاهد العليا في المغرب تهدف إلى تأطير النقاد الشباب ضمن ورشات لمناقشة منتوجهم النقدي، وتأسيس جمهور واع بفنون السينما قادر على خوض تجارب النقد السينمائي من منظور أكاديمي. وتم الإعلان في نهاية الحفل عن إطلاق أول مجلة سينمائية جامعية «سلام سينما» مفتوحة في وجه النقاد السينمائيين الشباب