كعادته، نظم موقع مغرب فنون )arts maghreb) المتمثل في شخص عادل السمار، لقاءه السنوي حول حصيلة السينما المغربية لسنة ,2007 بشراكة مع موقع مشاهد والمعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري (ISCA)، الذي احتضن اللقاء مساء الاثنين المنصرم. وعرف اللقاء حضور فعاليات سينامئية مغربية كالمخرج حميد بناني، وممثل المركز السينمائي محمد بكريم، والناقد السينمائي مولاي ادريس الجعيدي، وعمر بلخمار وغيرهم... كما عرف حضور طلبة المعهد، سينمائيو المستقبل. وقد تمحور النقاش حول النقط والأرقام التي جاءت في الحصيلة الموزعة على الحضور، وهي أرقام نشرت من طرف المركز السينمائي خلال شهر يناير .2008 وشملت المحاور أرقاما تهم التردد على القاعات حيث عرفت سنة 2007 انخفاضا ملحوظا بالمقارنة مع سنة ,2006 إذ تراجعت من 3 ملايين و854 ألفا و942 مشاهد إلى مليونين و449 ألفا و796 مشاهد، رغم أن الناقد مولاي ادريس الجعيدي شكك في دقة ونزاهة الأرقام المعروضة. وفيما يخص شباك التذاكر أو ما يعرف بالبوكس أوفيس (OFFICE BOX) للفيلم المغربي عادت المقدمة من حيث أرقام الدخول لفيلم (ملائكة الشيطان) ب82 ألفا و569 تذكرة دخول، والذي استفاد من حملة إلاعمية كبيرة، ثم فيلم (نانسي والوحش) ب65 ألفا و647 تذكرة، و(ريح البحر) ب44 ألفا و379 تذكرة، و(عبدو عند الموحدين) بـ39 ألفا و412 تذكرة، تليها (الحلم المغربي، انهض يا مغرب...). وتطرقت المداخلات للإنتاج المتمثل في تقديم الدعم ورخص التصوير التي أعطيت ل31 فيلما كان من نصيب السينما 12 منها، و19 للفيديو، و41 فيلما قصيرا وهو رقم قياسي، و21 فيلما تلفزيونيا، و48 فيلما وثائقيا الذي كان، حسب ممثل المركز السينمائي المغربي، محط نقاش داخل الأوساط المهنية السينمائية. وقدلاحظ المتتبعون أن مواضيع الأفلام قد تطرقت لموضوع المرأة (المرفقة بالإثارة)، مثل (نانسي والوحش) للمخرج محمود فريطس، (طريق لعيالات) لفريدة بورقية، (ياسمين والرجال) لعبدالقادر لقطع، كما تطرقت مواضيع أفلام هذه السنة إلى الموسيقى مثل فيلم (الجمال المبعثر) للحسن زينون، الكوميديا مع فيلم (عبدو عند الموحدين) لسعيد الناصري، الإرهاب مع فيلم (إسلام يا سلام) لسعد الشرايبي، ثم هجرة اليهود المغاربة إلى الكيان الصهيوني الغاصب مع فيلمين هما (فين ماشي أموشي) لحسن بنجلون، و(وداعا أمهات) لمحمد إسماعيل. وعلى الإجمال، فرغم انتعاش السينما المغربية خلال هذه السنة، فقد أجمع الكل على أنها عرفت تراجعا على مستوى الجمهور، والأفلام، والقاعات (من 124 شاشة عرض سنة 2006 إلى 103 شاشات عرض سنة 2007). ومن ثم فقد انصبت جل المداخلات، سواء من طرف المدعوين أو من طرف الجمهور المشارك، على معيقات ومشاكل العمل السينمائي بالمغرب والتي يمكن تلخيصها في غلق عدد كبير من قاعات السينما، رداءة الأفلام، مشكل القرصنة، ضعف الجانب التقني وعدم تكوين وتأهيل الأطر السينمائية ثم غياب سياسة واضحة للنهوض بالحقل الفني إلا أن الملفت للنظر أن بعض المتدخلين حاول أن يعزي تراجع الميدان السينمائي إلى وجود تيار محافظ داخل المجتمع يقوم بدور الرقابة والمنع، لكن رد المخرج حميد بناني كان كافيا لنقض هذه الأطروحة، إذ قال أعتقد أنه لايوجد مشكل يسمى (التيار المحافظ)، لأن المجتمع المغربي هو أصلا مجتمعا محافظا. الحقيقة أن الجمهور لايجد ما يبحث عنه، وعليه فالسؤال الأهم هو ماذا يجب فعله؟. هذا يحيلنا إلى القول أن السينما تعتبر قضية من القضايا الوطنية التي تحتاج إلى إجماع وطني من أجل النهوض بها، باعتبارها مرآة لكل مجتمع وثقافته، ولكي نعرف أيضا أي سينما نريد في عصرنا الحالي.