نظمت الإجازة المهنية في الدراسات السنيمائية والسمعية البصرية التابعة لكلية الآداب بمراكش،يومي 2و3 فبراير الجاري، فعاليات الملتقى الدولي في موضوع: ( السينما والجسد)، و قد شهد هذا الملتقى احتفاء بالذكرى الأربعين لفيلم (وشمة) لحميد بناني الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الإبداع السينمائي المغربي، حيث تم عرض الشريط و تلته مناقشة ..ودعا المشاركون في الملتقى إلى ضرورة التخلي عن الصور النمطية للجسد والعمل على تقديم صورة مغايرة لذلك ، مبرزين بأن التنوع عامل أساسي في تطوير الفن السابع، وأن ذلك لن يكتمل إلا بالخروج من بوتقة الاستهلاك الأعمى الذي يقبل بكل شيء وتجاوزه إلى مستوى تذوق وفهم وتحليل الخطاب السينمائي الموظف للصورة. و في هذا الإطار تم رصد تطور الجسد و طرق عرضه على الشاشة الكبرى منذ ظهور السينما إلى اليوم، كما ناقش الحضور على مدى ثلاث جلسات التعامل مع الجسد خاصة الجسد الأنثوي المرتبط بثنائية العنف و الجنس، مع إعطاء أمثلة من الريبرتوار السينمائي المغربي كشريط (نساء و نساء)، (عود الورد)، (سميرة في الضيعة)، (ماروك)، (العيون الجافة) و غيرها.. وفي نفس هذا السياق قدم المدير السابق والمؤسس ل معهد ESAV بتولوز/فرنسا السيد (كي شابويي) محاضرة انطلق فيها من ثيمة السؤال المطروح عن كيفية توصل السينما إلى إبراز وإخفاء الجسد، وأبرز الأستاذ المحاضر أن السؤال الذي ظل مطروحا منذ عقود هو كيفية توظيف الجسد جماليا وفنيا و سياسيا وسوسيولوجيا بالأعمال السينمائية. كما تطارح المشاركون في اللقاء عدة مواضيع للنقاش كعلاقة الأفلام الموظفة للجسد مع باقي الأعمال الفنية (مسرح،تشكيل تصوير،نحت رسوم متحركة...) وأثنى المتدخلون في جلسة افتتاح مناظرة «السينما و الجسد» التي عرفت مشاركة مهنيين سينمائين وأساتذة جامعيين متخصصين من المغرب وخارجه ونقاد السينما ومهتمين،على أهمية انفتاح الجامعة على الفنون البصرية والدراسات السينمائية وما يرتبط بها مثمنين مبادرة كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمراكش،التي خلقت إجازة مهنية متخصصة في الدراسات السينمائية و السمعي البصري (ecam)، وقال المتدخلون أن من شأن هذا التوجه الذي سارت عليه كلية الآداب أن يسهم في النهوض بالسينما المغربية إنتاجا و بحثا و توثيقا، خاصة و أن هذا الحقل يعتبر مجالا خصبا للدرس و البحث، و من جهة أخرى ناقش المتدخلون في فعاليات هذا الملتقى الدولي موقع الجسد في السينما، حيث أوضحوا أنه لا وجود لسينما دون جسد، «هذا الجسد الذي قدمته و تقدمه السينما ظاهرا أو خفيا، عاريا أو مغطى، كاملا بمعنى الكلمة الأفلاطوني أو ناقصا مشوها، ساميا متعاليا أو نجسا منحطا، مقدسا أو مدنسا، مسيطرا أو مسيطرا عليه...»