قال المخرج عز العرب العلوي إن: من الأشياء الناقصة في السينما المغربية اليوم أفلام شاعرية بمواضيع جادة. ذلك أنه عندما تتوفر كتابة سينمائية راقية وموضوع ذو بعد حضاري، فلابد للفيلم أن يكتب له النجاح وأن يستقطب مختلف شرائح الجمهور الذي يجب أن يحترم بالعمل الجيد، لأن الجودة تثبت نفسها بنفسها. وأضاف العلوي في تصريح للتجديد : فكرة النزول عند رغبة الجمهور فكرة غير صائبة؛ لأنه من وظيفة المبدع أن يكون مثقفا ليساعد الجمهور على الارتقاء في ظل ديمقراطية للجميع. ولهذا فذهاب 30 أو 100 ألف إلى الشباك على حساب القيمة الثقافية للمجتمع يعني الاندحار، لأننا سنسهم في بناء مجتمع بعقلية معينة، مشيرا إلى أن أفلام النزوة التي تثير زوبعة أو جمهورا، وتراهن على شريحة معينة لا تستمر، فالتوافق أن نحافظ على كرامة المتلقي . جاء ذلك خلال حديثه عن فيلمه اندرومان.. الدم والفحم الذي يعد أول شريط طويل له، والذي استفاد مؤخرا من الدعم السينمائي(300 مليون). وقد اعتبر العلوي هذا الدعم خطوة إيجابية واعترافا داخليا و خارجيا بالجهود المتواصلة والمبذولة من قبله بعدما حقق شريطه القصير ايزوران نجاحا متميزا داخل وخارج المغرب. ويتمحور الفيلم حول شجرة اندرومان الناذرة، والتي لها شهرة عالمية من خلال قصة بطل الفيلم اوشن الذي يلعب دوره الممثل محمد خيي، وهو من المحافظين على البيئة والمهووسين بهذه الشجرة التي يستعملها أهل القرية (الأطلس) القاطن بها كحطب للتدفئة، مما سيجعله يعيش عدة صراعات وتصادمات مع الساكنة، بسبب محاولته لتغيير سلوكهم السيء. وحسب المخرج، فالشريط ذو طابع اجتماعي وإنساني يصور لمظاهر القبيلة وخصائصها الثقافية. وعن دوره في الفيلم قال محمد خيي لـ>التجديد<: دور اوشن دور جديد بشخصية جدية ومختلفة عن الأدوار الأخرى شكلا ومضمونا. هذا عمل يدور في القرية وفي الغابة بعيدا عن المدينة، بمعنى أن هناك وسط جديد يحتاج لشخصية قوية. ويرى خيي أن الدور الذي يقوم به يتطلب الصدق الكبير لأن فيه بساطة وصعوبة في الأداء. وتحدث خيي أيضا عن نجاح الممثل المرهون بتفاعله مع الدور الذي يقوم به و عن الصدق الذي يحمله للمهنة و للجمهور، مشيرا إلى أن الممثل المغربي ما زال يعاني من قلة الانتاجات التي تضمن له المردودية والاستمرارية في الممارسة.