دعا الدكتور مصطفى الإبراهيمي، وزارة الصحة إلى إنجاز دراسات وبحوث طبية حول السرطان ومسبباته، على غرار الدراسة التي أنجزها المعهد الوطني الفرنسي للأنكولوجيا (السرطان)، والمديرية العامة للصحة بفرنسا، أخيرا، والتي كشفت عن وجود علاقة بين تناول الخمر والإصابة بهذا المرض الفتاك، نشرتها جريدة لوموند الفرنسية في عددها ليوم 18 فبراير، وقال المتحدث نفسه، إن المغرب الذي يشهد ظهور 40 الف حالة سرطان جديدة كل سنة، لا يملك إحصائيات دقيقة حول هذا المرض، مضيفا أن الإحصائيات المتوفرة هي إحصائيات عامة تخلط بين السرطانات التي تصيب النساء والرجال، كما أنها لا تقدم أرقاما حقيقية حول أنواع السرطان ومسبباتها. وبخصوص النتيجة التي خرجت بها الدراسة الفرنسية، قال الدكتور الإبراهيمي إن العالم الإسلامي ومن ضمنه المغرب بات يشهد في السنوت الأخيرة ارتفاعا في عدد الإصابات بالسرطان والتي لها علاقة بتناول الخمر كسرطان الكبد، والجهاز الهضمي.. هذا، وقد سجلت واردات المغرب من مختلف أنواع الخمور خلال الأشهر التسعة لسنة 2008 بـ 4 بالمائة من جانب الكمية و14 بالمائة من جانب القيمة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. ووفق إحصائيات مكتب الصرف، فإن كمية الواردات ارتفعت من 6214 إلى 6510 طنا، ومن ناحية القيمة انتقلت من 244 مليونا و568 درهما إلى 280 مليونا و462 ألف درهم. ومن جهة أخرى، أشار استطلاع تلفزي أنجزته قناة فرنسا الدولية 24 ساعة خلال السنة الماضية، أن 30 ألف مغربي يعمل في صناعة الخمور، و 20 ألفا في زراعة العنب، و10 آلاف في مجال تصنيع وتعبئة وتوزيعه في كافة أنحاء المغرب، وهي الصناعة التي تسيطر شركة زنيبر (لسوليي دو مكناس) على 85 بالمائة منها، وتوجه أغلب إنتاجها إلى المغاربة المسلمين. وفي خبرة جماعية سابقة سجل المعهد الوطني الفرنسي للسرطان أنه يستحيل تحديد نسبة الكحول التي لا تتسبب في حدوث مضاعفات صحية، معتبرا أن تناول كأس واحد من النبيذ يومياً يرفع احتمالات الإصابة حتى 168 في المائة. وشدد على أنه من غير المسموح إطلاقا احتساء كأسين من الخمر بالنسبة للنساء، و3 كؤوس بالنسبة للرجال، لأن الخطورة تصل إلى الأوج، كما أوضحت الدراسة أن الخمر يتسبب في الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات منها سرطان الفم والبلعوم والحنجرة والمرئ وسرطان الثدي، وأوضح العلماء أن مادة الايثانول في كوب من الويسكي أو النبيذ أو الجعة تتحول لدى دخولها إلى الجسم إلى جزيئيات مسببة للسرطان في مناطق كالكبد والفم. يذكر أن النشرة الفرنسية التي أنجزها المعهد الوطني الفرنسي للسرطان، والمديرية العامة للصحة بتاريخ 17 فبراير الجاري، والموجهة لمهنيي الصحة توضح العلاقة بين نوعية التغذية والإصابة بالسرطان بصفة عامة، بهدف إنقاذ أرواح آلاف الأرواح سنويا حسب دومينيك مارانينشي مدير المعهد المذكور، سيما بعدما لاحظت الأوساط الصحية بالبلد أن السرطان أصبح من بين أهم العوامل المسببة للوفيات منذ ,2004 حيث سجلت فرنسا سنة ,2005 146 ألف وفاة بسب السرطان، و320 ألف حالة إصابة جديدة في السنة نفسها. وقد سجلت الدراسة إضافة إلى النتيجة الأولى وجود علاقة مباشرة بين بعض أنواع المأكولات وأنواع معينة من السرطانات من بينها الملح، واللحوم الحمراء..