شهدت بلدة هايز قرب مطار هيثرو الدولي جنوب العاصمة البريطانية لندن احتجاجات نددت ببيع منتجات مستوطنات يهودية مقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية. وتجمع المتظاهرون أمام مستودعات شركة كارمن أجريستو والتي تقوم بتوريد المواد الغذائية والورود للسوق البريطانية والأوروبية. وجاءت هذه المظاهرة استجابة لدعوة دولية ومحلية لاتخاذ إجراءات ضد الشركة التي تبيع منتجات مصدرها المستوطنات. وتدخلت الشرطة من جانب آخر حيث أفشلت مخططا لنشطاء حاولوا ربط أنفسهم بالبوابات الرئيسية للشركة التي تم إغلاقها. كما نشرت الشرطة مئات من عناصرها حول مقر الشركة وأغلقت الطرق المؤدية للمستودعات في محاولة لمنع التظاهر. وتدخلت الشرطة بالقوة لمنع المتظاهرين من الوصول لمقر شركة كارجولارا الموزع لشركة كارمن. وتشهد شركة كارمن احتجاجات متواصلة منذ عام 2004 بهدف تسليط الضوء على الحاجة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية فيما شهد مقر الشركة احتجاجات بوتيرة متزايدة بسبب أحداث قطاع غزة الأخيرة. وقال الناشط كريس أسمان -الذي أفرج عنه مؤخرا بعد اعتقاله لعدة أيام بسبب عملية اقتحام نشطاء مصنع إيدو للسلاح الذي يزود إسرائيل بالأسلحة- إن استيراد شركة كارمن أجريستو البضائع الإسرائيلية يعتبر دعما لإسرائيل في سياساتها الاستيطانية غير القانونية. وقال أسمان للجزيرة نت إن تصدير الشركة مئات الآلاف من أطنان الزهور إلى أوروبا دفع للاحتجاج أمام مقر الشركة التي اضطرت لإغلاق أبوابها ليوم واحد. واعتبر أن الاعتصام يدل على أن الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل والفصل العنصري تواصل اكتساب الزخم والتعاطف. من جهتها قالت سبرا ثنيك من حركة يهود من أجل العدالة للفلسطينيين إنه من المهم أن يفهم الجميع أن البضائع الإسرائيلية التي تصل بريطانيا غير قانونية لأن مصدرها المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت على أراض فلسطينية مصادرة، مشيرة إلى أن كثيرا من البريطانيين لا يعرفون هذه الحقيقة. وذكرت في تصريح للجزيرة نت أن حركتها تدعو الجميع إلى التوقف عن شراء المنتجات الإسرائيلية وضرورة مقاطعتها. كما قالت إحدى المشاركات وتدعى ألين كابا للجزيرة نت إنها تأثرت لما جرى في غزة من قتل وتدمير. وأضافت مع هذا يريدون منع صوتنا وكما تشاهدون المئات من رجال الشرطة يحاصرون المكان وهذا الإجراء كلف الدولة مبالغ كبيرة. واعتبرت أن وصول الصحافة إلى مستودعات كارمن أمر مهم لإيصال الصوت وتعبئة الرأي العام البريطاني عن حقيقة البضائع الإسرائيلية وطبيعتها ومصدرها. وتساءلت عن غياب وسائل الإعلام عن تغطية مثل هذه الاحتجاجات، معتبرة أن صمت وسائل الإعلام على ما يجري ليس منطقيا.