كشف الرئيس المُعَيّن من قِبل الاحتلال في أفغانستان حامد كرزاي عن وجود ضغوط كبيرة تُمارس عليه من قبل إدارة الاحتلال ليصمت على الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحقّ المدنيين الأفغان، في تصريح- حسب مُحَلّلين- يفضح تعمُّد الاحتلال في استهداف المدنيين. وقال في مؤتمر صحفي بوم الأربعاء 4 فبراير 2009 مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العاصمة كابل: إن حكومته مُصِرّة على تنفيذ إجراءات رُفِعت السبت الماضي إلى حلف شمال الأطلسي تقضي بألا تنفذ الاعتقالات ضد الأفغان إلا من قوات الأمن الأفغانية، وبوجود تنسيق رفيع في الضربات الجوية التي تستهدف المدنيين، وكشف كرزاي عن وجود ضغوط تمارس على حكومته لتصمت عن هذا المطلب. وبحسب مُحللين فإن تصريحات كرزاي تأتي كارتداد على من عينوه رئيسًا على بلد محتل ألا وهي أفغانستان، مما يؤكد أن المقاومة الأفغانية نجحت في شقّ صفّ الاحتلال وأعوانه، وهو ما يقرب خروج قوى المحتل ومن يعاونه قريبًا. وحسب الأممالمتحدة زاد عدد القتلى المدنيين في أفغانستان العام الماضي بـ 40% وبلغ 2100، ثلثهم قضوا على أيدي قوات الاحتلال. وتعتزم الولاياتالمتحدة مضاعفة قواتها في أفغانستان البالغة 34 ألف جندي، لكن مسئولين أمريكيين وفي الناتو يقولون: إن التعزيز العسكري بلا فائدة ما لم تصاحبه حكومة قوية، ووصفوا حكومة كرزاي أكثر من مرة بأنها فاسدة. وإلى جانب التعزيز العسكري، تسعى الولاياتالمتحدة إلى تجنيد مليشيات محلية شبيهة بتلك التي دعمتها في العراق ضد القاعدة، كمحاولة لإيقاف هجمات المقاومة الأفغانية الساعية لتحرير البلاد. غير أن مسئولين محليين أفغانًا عارضوا الخطة التي قال وزير الداخلية في الحكومة الموالية للاحتلال السبت الماضي: إن العمل بها قد بدأ وإن الولاياتالمتحدة ستدفع كل الجوانب المتعلقة بها. وقال حسين فهيمي، نائب رئيس مجلس واراد الواقعة جنوب غرب العاصمة، حيث ستنتشر أولى وحدات القوة الجديدة: إن أحد أسباب العنف هو رفض الناس تسليم سلاحهم، والآن تريدون أن تعطوا السلاح مجددًا للقرى؟ . وستكون حراسة الطرق السريعة والمدارس والمستوصفات ومنشآت حكومية أخرى بين مهام القوة الجديدة التي لم يعلق عليها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، لكن دعمها قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال ديفد بتراوس الذي كان له في العراق دور رئيسي في تجنيد الصحوات.