أقسمت شركة مطاعم الماكدونالدز بأغلظ الأيمان على أنها لم تخصص عائدات عشاء يوم السبت 5 يناير الجاري لفائدة قتلة أهالي غزة. بل إن الشركة عادت وحلفت حلف اليمين بان الأمر عبارة عن إشاعة عارية تماما عن الصحة. ورفعت التحدي متسائلة في بلاغ عممته على بعض الصحف الوطنية: هل هناك من دليل دامغ لإثبات هذا الاتهام الغريب؟ بل إن هذه العلامة التجارية الدولية ، سعت إلى مغربة خطابها مؤكدة نحن كسائر المغاربة، نشعر بحزن وألم عميقين تجاه الضحايا الأبرياء في الأحداث التي تجري في غزة ! سبحان مبدل الأحوال، لأول مرة أسمع أن ماكدونالدز شركة مغربية، في خدمة زبنائها ومجتمعها لا أقل ولا أكثر وأن ليس للشركة أي موقف أو رأي سياسي معين. رحم الله جمال عبد الناصر، لو كان حيا لضم الماكدونالدز لمنظمة عدم الانحياز، مادام أن الشركة تدعي أنها لا يمكن لها أن تنحاز أو تساعد طرفا سياسيا مهما كانت جنسيته أو طبيعته. ربما حتى لو كان أمريكيا أو صهيونيا! بلاغ الماكدونالدز، الذي تربع على صفحات بعض الجرائد الوطنية جدا حاول أن يذرف دموع التماسيح تبرئة للذمة، فالشركة الوطنية المغربية إضافة إلى مهمتها الأساسية في تزويد بطون المغاربة بكل ما يحبون فإنها ، حسب البلاغ، تساهم في خلق آلاف مناصب الشغل كما أن الشركة المسكينة الداعمة للتنمية البشرية ببلادنا تساهم في رسم البسمة على شفاه آلاف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بل وفق البلاغ الشركة ساهمت بما يناهز نصف مليون درهم سنة 2008 لفائدة الجمعية المغربية لمساعدة المعاقين جهة الجنوب. ليتساءل أرباب الشركة: لماذا يرفع إذن بعض المغرضين شعار المقاطعة ضد الشركة المسكينة. إن تحليل مضمون خطاب البلاغ الإشهار المدعم يوضح الكثير من المناطق الرمادية في نشاط الشركة، نجملها كما يلي: - سعى البلاغ إلى تعداد ما تقوم به ماكدونالدز المغرب من أعمال جليلية لصالح المغاربة ! دون الحديث عن خبايا نشاط الشركة الأم المتواجدة في أمريكا، و نشاط فروعها المتواجدة في أكثر من 127 دولة. - يعترف البلاغ بأن الشركة تمتلك مؤسسة خيرية تحت مسمى رونالد ماكدونالدز للأعمال الخيرية. وهذا يطرح أكثر من سؤال، منه: إذا كنتم في المغرب تدعون أنكم تدخلون البسمة على شفاه آلاف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب فعلى من تدخلون البهجة في دويلة الكيان الصهيوني؟ - البلاغ يعترف بأنه ساهم بما يناهز نصف مليون درهم برسم 2008 لفائدة الجمعية المغربية لمساعدة المعاقين. فلماذا لا يمتلك أصحاب البلاغ الشجاعة السياسية ليعترف بكم تدعم ماكدونالدز اسرائيل مجتمع ودولة الصهاينة؟ مادام أن الشركة ترفع شعار عدم الانحياز. ودون الدخول في متاهة مغربية الشركة، وكذا دافع بعض الصحف الوطنية لفتح أحضانها من أجل نشر إشهار الماكدونالدز الدسم. تشير المعطيات الواقعية والتاريخية أن مطاعم الماكدونالدز الأمريكية النشأة، غزت بلدان العالم مع تسعينيات القرن الماضي، جاءت في سياق العولمة وهاجس الأمركة. وبأنها شركة متعددة الجنسيات، تعتمد تقنية التعاقد مع متعهدين محليين في البلدان التي تستوطنها، حيث أن استغلال العلامة التجارية يستلزم أداء مستحقات مالية للشركة الأم، هدفها تنميط الثقافة الاستهلاكية عالميا وغزو البطون. لهذه الغاية فلابأس أن تذهب بعض الدولارات الأمريكية لفائدة أعمال خيرية هنا وهناك. فلماذا إذن لاتعترف الشركة الأمريكية العملاقة بأن الهنا أو الهناك يتضمن دويلة الاغتصاب . لهذه البراهين وغيرها ألا نمتلك شرعية التساؤل بأن ماكدونالدز غير بريئة على المستوى العالمي في التورط في دعم الكيان الصهيوني، مما يعطي مشروعية لشعارات الدعوة لمقاطعتها على المستوى الرمزي. علي الباهي