أكد مهنيو قطاع السياحة بأكاديرومراكش أن القطاع يشهد تراجعا ملموسا في كلا المدينتين خلال شهر دجنبر ومع بداية السنة الجديدة، وتجلى ذلك في تسجيل نسبة عجز تراوحت بين 6 و8 % في هذا النشاط ليصل إلى 12 % الشهر الماضي بمدينة أكادير، ويتخوف المهنيون من أن تصل النسبة إلى 20 % لأسباب ذاتية كأزمة النقل الجوي بأكادير، وأخرى موضوعية مرتبطة بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.وفي مراكش، عمد أصحاب فنادق إلى خفض سعر المبيت بنسبة تفوق النصف (55 %) لاجتذاب السياح الذين انخفض إقبالهم على المدينة وتراجع حجم إنفاقهم، بحيث تقترح فنادق من 4 نجوم ثمن 275 درهم لليلة الواحدة، فيما انتقد فاعلون ومستثمرون سياحيون في تصريح لـ التجديد، بمناسبة الاحتفال الثلاثاء الماضي بمراكش بقدوم السائح رقم 8 ملايين بمطار مراكش خلال 12 شهرا الماضية، (انتقدوا) الطريقة التي يسلكها المغرب في جلب السياح. وأوضح مسؤول في فندق بالمدينة الحمراء، فضل عدم ذكر اسمه، أن أثمان الفنادق وصلت إلى الحضيض، وأشار إلى أن ذلك يشجع قدوم سياح يفضلون قضاء العطلة بأقل التكاليف، وأضاف أن ذلك يؤثر على فرص الاستثمار والرجوع إلى الأثمنة المعقولة بعد انتهاء آثار الأزمة العالمية.من جهة أخرى، اعترف وزير السياحة خلال خطاب ألقاه في افتتاح فندق بمراكش ذي الطابع المغربي التقليدي الثلاثاء الماضي بتأثير الأزمة العالمية على السياحة المغربية، مشيرا أن تجاوزها يتطلب المزيد من الجهد وتعبئة كل الكفاءات المهنية، وتوقع الوزير بوسعيد أن يعطي مؤتمر السياحة والتجارة المزمع عقده في مراكش بعد أيام، دفعة جديدة للنقاش حول مستقبل القطاع، فيما اقترح مهنيون في القطاع التركيز على الجالية المغربية في أوروبا وجعلها مصدرا مهما للسياحة المغربية.أما في أكادير فقد أدى تأزم العلاقة بين المسؤولين المحليين عن السياحة والخطوط الملكية الجوية إلى عدم برمجة رحلات جوية بين أكادير والدول الاسكندنافية، مما انخفض معه عدد السياح القادمين من تلك المنطقة، فيما قالت مصادر من المجلس الجهوي للسياحة ومصادر أخرى مطابقة من مطار المسيرة بأكادير إن السياحة عرفت انتعاشة خلال الآونة الأخيرة، بعدما بادرت هذا الجهات إلى تخفيض نسبة 50 % من الأثمنة المحددة للمبيت بالفنادق والإقامات السياحية...