وافق مجلس الأمن الدولي في جلسته فجر يوم الجمعة 9-1-2009 على مشروع قرار للدول الغربية يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة تمهيدا لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية منه. وحظي المشروع الذي اقترحته بريطانيا -بعد أن توصلت الدول الغربية إلى توافق عليه مع الدول العربية- بموافقة 14 من أعضاء مجلس الأمن فيما امتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت عليه. ويدعو القرار إلى وقف فوري ودائم وملزم لإطلاق النار يؤدي لانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ولكنه لا يحدد موعدا محددا للبدء في هذه العملية. كما يدعو القرار الدول المعنية إلى تكثيف جهودها للتوصل إلى ترتيبات وضمانات من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار، وتتضمن هذه الترتيبات حظرا على التهريب غير المشروع للأسلحة والذخيرة وإعادة فتح المعابر بصورة دائمة إلى قطاع غزة. ويدين القرار كل أشكال العنف والإرهاب والأعمال العسكرية ضد المدنيين ، في حين يرحب بالمبادرة التي تقدمت بها مصر وباقي الجهود من قبل القوى الإقليمية والدولية التي تجري حاليا لإنهاء الصراع. ويدعو القرار إلى فتح المجال لتزويد وتوزيع المعونات الإنسانية في قطاع غزة بما يشمل الغذاء والوقود والمعونات الطبية، كما يرحب القرار بمبادرات من شأنها فتح ممرات من أجل المساعدات الإنسانية فضلا عن آليات من أجل مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية. وشجع النص على اتخاذ خطوات ملموسة تجاه المصالحة الفلسطينية كما يدعو إلى بذل جهود دبلوماسية للتوصل إلى تسوية سلمية شاملة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. امتناع أميركي وفي كلمتها عقب التصويت على القرار بررت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس امتناع بلادها عن التصويت عليه بالقول إنها تريد الانتظار إلى حين ظهور نتائج الجهود المصرية لتحقيق وقف إطلاق النار، ولكن الوزيرة الأميركية قالت إنها تدعم محتويات القرار واصفة إياه بأنه خارطة طريق من أجل سلام في غزة . وألقت رايس باللائمة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأزمة الحالية وطالبتها بإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، مؤكدة حق (إسرائيل) فيما أسمته الدفاع عن نفسها كما طالبت بدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقيام بمسؤولياته في الحكم . ولكن وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم الذي تحدث بعدها أعرب عن عدم رضا الدول العربية عما ورد في القرار قائلا أنه يلبي الحد الأدنى مما تريده هذه الدول ومؤكدا أن المهم هو تنفيذ ما جاء فيه بما يوقف المذبحة والدمار في غزة، مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار إسرائيل في اعتقال نحو 11 ألف فلسطيني في سجونها من بينهم أعضاء في المجلس التشريعي. حدث تاريخي وتم التوصل للاتفاق على الصيغة بعد مفاوضات مطولة يوم الخميس في مقر الأممالمتحدة في نيويورك بين وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وكبار مسؤولي الحكومات العربية والجامعة العربية وغيرهم. وكانت السعودية وبريطانيا أعلنتا في وقت متأخر من مساء أمس الخميس أنه تم الاتفاق بين القوى الغربية والدول العربية على النص النهائي لمشروع القرار المتعلق بالصراع في غزة. ووصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريحاته للصحفيين في أعقاب ساعات من المفاوضات بين الجانبين، هذه الصيغة الوسط بأنها حدث تاريخي . وقال وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند إن الجانبين حققا إجماعا حقيقيا لتبني قرار قوي لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس. وفيما يلي نص الفرار باللغة الإنجليزية: New York, 8 January 2009 - Secretary-Generals statement to the Security Council following the adoption of a resolution on Gaza Mr. President, Distinguished members of the Security Council, For the past two weeks people around the world have observed with grief and horror the escalating violence and suffering in Gaza and southern Israel, and have looked to the United Nations to put an end to the fighting. I am heartened and relieved at the adoption by the Council today of a resolution to bring an end to this tragic situation. Your decision signals the will of the international community. It must be fully respected by all parties to this conflict. The resolution calls for an immediate and durable ceasefire in and from Gaza. This will open the way for the United Nations to resume urgently the delivery of humanitarian aid, food and medical supplies. All parties in Israel and Gaza will need to respect this humanitarian effort. We also need to turn quickly to the process of rebuilding what has been destroyed in the fighting. The United Nations stands ready to assist and support this process. An immediate and durable ceasefire is the first step. However, we also all know that more will be needed, and that a political way forward is required to deliver long-term security and peace. My visit to the region next week will focus on helping to ensure that the ceasefire is implemented, that urgent humanitarian assistance reaches those in need and encouraging the diplomatic efforts currently underway. Thank you very much.