ما هي أسباب دعوة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى إضراب وطني يوم 22 يناير الجاري بكل من الوظيفة العمومية والجماعات المحلية؟ الأسباب قد طرحها البيان الصادر عن المكتب الوطني للاتحاد، وتتعلق أساسا بكون الحوار الاجتماعي قد وصل إلى الطريق المسدود، علما أن المطالب الأساسية التي سبق للحكومة أن قبلت بإدراجها في جدول العمل، استقبلتها الحكومة نفسها بكثير من اللاءات، من قبيل: لا زيادة في الأجور، لا مراجعة لقضية الضريبة إلا في ,2011 لا تغطية استثنائية، لا للإعادة في مرسوم الترقية في مستوى الإطار، وبهذا فإن جل المطالب الأساسية المتعلقة بتحسين دخل الطبقة الشغيلة والتي كانت السبب في إعلان أربع مركزيات نقابية في 13 ماي 2008 إضرابا، وبالتالي فإن الحوار الاجتماعي لم يتقدم وبأنه تقريبا أصبح فارغ المستوى. هل هناك تنسيق بين المركزيات النقابية للخروج بموقف موحد إزاء نتائج الحوار الاجتماعي؟ التنسيق قائم داخل اللجن الموضوعاتية، ففي كثير من المواقف يتم التنسيق، على سبيل المثال في ما يتعلق بملف تحسين الدخل كل النقابت تبنت مطلبا واحدا هو الرفع من مستوى الدخل، وذلك بناء على تدهور القدرة الشرائية في السنة الأخيرة بأكثر من 30 في المائة حسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط المتعلق بمستوى كلفة المعيشة، ولهذا كان مطلبنا هو إقرار الزيادة بنسبة ثلاثين في المائة من دخل الفرد، وهذا كان باتفاق بين النقابات، مما أدى بالطرف الحكومي إلى طلب تعليق أشغال اللجنة حتى يستشير الحكومة في الموضوع، وللأسف بعد الاستشارة وبعد إعادة طلب الزيادة تم تمسك الحكومة بنفس المواقف، وبالتالي فإن المواقف النقابية هي مواقف متقاربة ولها نفس التحديد، وكما تعلم فإن هناك مركزيات نقابية أخرى فوضت مجالسها الوطنية لمكاتبها المسيرة أن تقرر تاريخ المحطة النضالية. الحكومة تقول إنها غير مستعدة للحوار من أجل الزيادة في الأجور حتى 2010 ، ما هو رأيكم في هذا القرار الحكومي؟ الحوار الاجتماعي ليس وسيلة لربح الوقت وليس وسيلة للجلوس على الطاولة وتبادل القيل والقال، وإنما إذا لم يتقدم معنا في الاستجابة لمطالب الطبقة الشغيلة فلا معنى أن تقول الحكومة بأنها أخذت باقتراحنا حول مأسسة الحوار الاجتماعي، وإنما هي تعني من بين ما تعني أن جولة تنعقد في شتنبر وأخرى في ماي وبينهما بطبيعة الحال تنعقد لقاءات اللجان الموضوعاتية، وهذا يعني أن جميع القضايا وجميع المطالب مطروحة وينبغي الاستجابة لها، أما إذا أصبح الأمر يتعلق بترحيل بعض المطالب إلى 2010 و 2011 فلم يعد هناك معنى لما يسمى بالحوار الاجتماعي المؤسس، أو الحوار الاجتماعي الدوري الذي له محطات للتقييم وله تقارير.. إلى غير ذلك. محمد يتيم هو الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب