تفاعل معظم خطباء المساجد المغربية مع أحداث غزة خلال الجمعة 2 يناير 2009، حيث كانت القضية الفلسطينية والحرب على غزة الموضوع الرئيسي، وتوجه المصلون بحرارة وخشوع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، يسألونه نصرة الفلسطينيين، كما نظموا وقفات عفوية عقب الصلاة وأدوا صلاة الغائب ترحما على أرواح الشهداء. في الرباط وبني ملال عزا خطباء بعض المساجد ما يحدث في غزة إلى الوهن الذي أصاب الأمة الإسلامية وابتعادها عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وإلى النقسام والتناحر الذي تعيشه، واعتبر خطيب مسجد الشهداء بالرباط أن الحل يكمن في العودة إلى الدين والتربية الدينية، واستنكر خطيب مسجد الشرايبي ببني ملال، الذي أجهش بالبكاء وهو يدعو لسكان غزة، إقدام العديد من المسلمين على إحياء رأس السنة الميلادية بالخمر والمجون واتباع النصارى واليهود بدل التشبث بالسنة والكتاب، هذا ودعا خطيب مسجد المسيرة 1 إلى الصلاة على الأحياء لأنهم أولى بالصلاة حيث إنهم أموات بسبب ابتعادهم عن الدين أما شهداء غزة فهم أحياء عند ربهم يرزقون. وفي مراكش أجهش المصلون بالبكاء بمساجد رياض الزيتون القديم وجيليز وخربوش ومسجد النرجس وهم يرفعون أيديهم بالدعاء وراء خطباء الجمعة الذين دعوا للمسلمين بالنصر والتمكين، كما أدى المصلون بمسجد ساحة جامع الفنا صلاة الغائب ترحما على أرواح شهداء غزة، واعتبر خطيب مسجد رياض الزيتون القديم عبد الحميد بودالي أن ما يحدث ابتلاء لتمحيص الإرادات والعزائم، ودعا إلى نصرة الفلسطينيين ماديا ومعنويا، هذا وانتقد المراكشيون تجاهل خطباء بعض المساجد الأخرى ما يجري في قطاع غزة وتناولهم لمواضيع أخرى. في أكادير انتقد عبد الله بنطاهر إمام وخطيب مسجد الإمام البخاري تعاطي القادة المسلمون مع المجزرة التي يتعرض لها الغزاوين، واكتفائهم بالشجب والتنديد، واعتبر أن نصرة فلسطين تحتاج إلى مبادرات عملية حقيقية، مشيرا إلى مركزية الدعاء في نصرة القضية، من جهته انطلق خطيب مسجد لبنان، من واقعة عاشوراء ليربطها بما يقع في غزة، مشيرا الى أن هذا اليوم انتصر فيه الحق على الباطل.في الدارالبيضاء حمل خطباء المساجد الذين تفاعلت جماهير المصلين مع خطبهم، الحكام المسؤولية الدنيوية والأخروية، داعين إلى التحرك العاجل لإيقاف عذابات العزل من المدنيين. واعتبر الدكتور محمد عزالدين توفيق خطيب مسجد عقبة بن نافع أن المستهدف من هذه الهجمة الشرسة هو المشروع الإسلامي الذي يتبنى خيار المقاومة والممانعة ورفض كل أشكال التطبيع والانبطاح. ولم تخرج مدينة الجديدة عن السياق حيث وصف خطيب مسجد القدس عبد الله شاكر العدوان على غزة بـالهمجي مضيفا أن تاريخ الصهاينة مليء بالخزي و العار ومايصدر منهم الآن تجاه الأطفال و النساء و الشيوخ والمعاقين لأكبر دليل على ذلك.كما هزت خطبة الدكتور أحمد العمراني بالمسجد الأعظم (بلحمدونية ) قلوب المصلين حيث اعتبر أن العدو الصهيوني لا يستهدف حماس وحدها أو الشعب الفلسطيني، بل إن أطماعه تمتد لتطال الدول العربية، مضيفا أن: الأمة أهينت ومرغت سمعتها في التراب وتفرج القاصي والداني على اليهود، وهم يقتلون الشيوخ والنساء والأطفال في فلسطين بدم بارد، ويهدمون المباني فوق رؤوس أصحابها ويدمرون المؤسسات والمساجد. ومباشرة بعد انتهاء الصلاة، شهدت مجموعة من المدن كمراكشوالبيضاء وغيرها وقفات احتجاجية على العدوان الصهيوني.