مع توالي أخبار الشهداء والجرحى والدمار المستهدف لقطاع غزة، أخذت تنكشف معالم البطولة والصمود للشعب الفلسطيني في غزة، لتنجلي عن قائمة من الإنجازات تجاوز مداها تراب غزة ليشمل المغرب ومعه باقي العالم العربي والإسلامي لم يكن لها أن تتحقق لولا هذا الصمود البطولي، فالعدوان الصهيوني على غزة أسفر اليوم عن نتائج كان من الصعوبة توقع حصولها قبل أيام، نذكر منها أساسا: فمغربيا أدى العدوان وصمود الشعب الفلسطيني بقيادة المقاومة في غزة إلى: 1 ـ نسف المحاولات الصهيونية لفتح سفارة إسرائيلية بالرباط بعد زيارة مدير مكتب وزيرة خارجية العدو إلى المغرب، وقبله اللقاء مع وزير الخارجية المغربي ببروكسيل ومحاولة ابتزاز المغرب بعد حيازة الوضع المتقدم لدى الاتحاد الأوربي، وفي المقابل استعاد الموقف الرسمي قوته الأولية عبر المواقف التي صدرت رسميا عن المغرب ضد العدوان. 2 ـ نسف جهود التطبيع غير الرسمي والتي تقوت في سنة 2008 داخل المغرب، وخاصة في المجالات الإعلامية والسياحية والسينمائية، ومحاولة تأسيس طابور خامس داخل الحركة الثقافية الأمازيغية يناصر التطبيع ويخدم العلاقة مع العدو الصهيوني، بعد تأسيس جمعيتين لذلك، والقيام بزيارة لتل أبيب، بل ومحاولة الترويج الخياني لزيارة ليفني للمغرب . 3 ـ تقوية الموقف الشعبي ورفع جاهزية الشعب المغربي لدعم الشعب الفلسطيني، وتوحد القوى الوطنية والإسلامية في تأطير برامج الدعم، والتي شملت جل المدن المغربية، وذلك بعد أن أخذ البعض يروج لمزاعم تراجع الدعم المغربي وانكفاء المغاربة على مشاكلهم اليومية. أما فلسطينيا وعربيا، فيكفي أن نقف عند النتائج التالية: 4 ـ أن الهجوم العسكري الشرس اعتراف بفشل الحصار الغاشم على الرغم من مرور ثلاث سنوات عليه، واعتراف بنجاح حماس في تأطير الشعب الفلسطيني بغزة وفشل مؤامرات عزلها ومحاصرتها. 5 ـ أن العدوان أنهى مشروع استئناف المحور السوري- الإسرائيلي التفاوضي، كما عزل جهود الرئاسة الفلسطينية في التفاوض ضدا على الحصار القائم في غزة. 6 ـ أن العدوان فضح من جديد حقيقة ما يراد للحوار الفلسطيني الداخلي والذي يريده البعض أداة لتركيع حماس ودعم مفاوضات الرئيس عباس وضمان التمديد له، مما جعل من العدوان أداة إنهاء وهم المراهنة على الحوار بعد الموقف المتخاذل للقيادة الفلسطينية برام الله من العدوان. 7 ـ أن العدوان الصهيوني فضح من جديد الموقف الأمريكي المساند والراعي، ومكن من عزل هذا الموقف عن السند الأوربي بعد تميز أوروبا بموقف أكثر إنصافا بالمقارنة مع الموقف الأمريكي الذي دعم الحرب المكشوفة. يصعب حصر نتائج البطولة والصمود بغزة، إلا أن الحصيلة تعبر عن نصر قادم بإذن الله {يرونه بعيدا ونراه قريبا ويومئذ يفرح المؤنون بنصر الله}.