قال الأستاذ عبد الإله بن كيران إن دولة مثل مصر التي كانت إلى وقت قريب، زعيمة الدول العربية، ومنافحة عن أرض العروبة وفلسطين، نراها اليوم، ومع كل هؤلاء الموتى، لا تجرؤ على فتح معبر رفح. أين هي الحكومة المصرية؟ أين هي النخوة العربية؟ أين هي النخوة الإسلامية؟ وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في تصريح لقناة الجزيرة مساء الإثنين 29 دجنبر 2008، إننا نواجه التطبيع ولن نسمح به، مضيفا القول: الذين كانوا يتحدثون عن زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني إلى المغرب، عليهم أن يعتذروا للشعب المغربي، لأن ليفني أظهرت اليوم أنها مجرمة حرب كالآخرين، وأنه لا يمكن المراهنة عليها في شيء. وتوجه بالخطاب لحومة مصر قائلا لن أقول لإخواننا في مصر، اقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان المجرم، لكن لو هددوا بقطعها فقط، فإن إسرائيل لن تجرؤ على الاستمرار في جرائمها في غزة. رحم الله الملك حسين يوم هدّد الإسرائيلين بذلك، وطالبهم بإحضار مضاد السم الذي جرعوه لأخينا خالد مشعل، فعلوا ذلك على وجه السرعة. إن هؤلاء الصهاينة لا يعرفون سوى القوة، ولا يمكن أن يتوقفوا عن غطرستهم وجرائمهم إلا إذا اقتضت قوة خصمهم ذلك. أولا، وقبل كل شيء دعوني أهنيء الشعب الفلسطيني على إرادته وقدرته على مواجهة الغطرسة الصهيونية، المتمثلة في القتل الذي لا حدّ له، والذي سقط على إثره مئات الشهداء وآلاف الجرحى. ومع ذلك يرفض هذا الشعب الفلسطيني البطل أن يتنازل عن حقوقه، أو أن يعترف باليهود بمثقال ذرة، أو أن يعطيهم حتى الحق في الأمان. وإذا كان هذا الشعب لا يستطيع أن يثخن فيهم بالقتل والجراح، فإنه استطاع، بصواريخ بدائية، أن يرعب هذا العدو، وذلك ما لم تستطعه الأنظمة العربية مجتمعة، للأسف الشديد. وفي الحقيقة لو كنت أعزي فلن أعزي إخواني الفلسطينيين، الذين يعلمون أن شعوبنا العربية والإسلامية كلها معهم، وأنه لولا الحدود المفتعلة بين هذه الدول، فلن تبقى شعوبنا مكتوفة الأيدي، ولن تتوقف حتى تصل إلى فلسطين، فإما نصرا على هذه الدولة الصهيونية المجرمة، وإما اشتراكا مع إخوانهم من الشعب الفلسطيني في الشهادة، وفي شرف الدفاع عن فلسطين، وشرف الدفاع عن المقدسات، في القدس والمسجد الأقصى. بالرغم من التأثري الكبير بهذا العدد من القتلى والجرحى، الذي وقع في إخوننا، فإنني أشعر أن الأمة ما زالت حية وبخير، حيّة في غزة، وفي الضفة، وفي سوريا، وفي اليمن والعراق، وفي المغرب وموريتانيا، إن هذه مؤشرات دالّة لحياة جديدة، بدأت منذ أن خرج الصهاينة من جنوب لبنان، وخرجوا منهزمين من غزة، ثم انهزموا في لبنان سنة ,2006 إن نهاية هذا الكيان الصهيوني المجرم ستكون قريبة إن شاء الله تعالى. طبعا هناك عوائق وهنالك إشكاليات سياسية، وحدود مغلقة، لكن أقول إن أنظمتنا العربية حساباتها قصيرة، أنا لا أريد أن أشتم هذه الأنظمة، ولا أريد أن أقول إنها أنظمة متواطئة، ولكن عليها أن تعلم، أنه في السياسة، من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون دينه فهو شهيد. إن دولة مثل مصر التي كانت إلى وقت قريب، زعيمة الدول العربية، ومنافحة عن أرض العروبة وفلسطين، نراها اليوم، ومع كل هؤلاء الموتى، لا تجرؤ على فتح معبر رفح. أين هي الحكومة المصرية؟ أين هي النخوة العربية؟ أين هي النخوة الإسلامية؟ بماذا سيذكر هؤلاء في التاريخ؟ أين هو الشعب المصري؟ لماذا لا يخرج بقوة لكي يرغم النظام المصري على الأقل على فتح المعبر، اسمحوا لي إني في غاية التأثر، ولكن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته. بالنسبة للمغرب، فليست هناك علاقات رسمية للمغرب مع إسرائيل، والسفارة مغلقة منذ مدة، إلا أننا نواجه التطبيع ولن نسمح به، وأخيرا سمعنا عن محاولات لذلك، والذين كانوا يتحدثون عن زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني إلى المغرب، عليهم أن يعتذروا للشعب المغربي، لأن ليفني أظهرت اليوم أنها مجرمة حرب كالآخرين، وأنه لا يمكن المراهنة عليها في شيء. لن أقول لإخواننا في مصر، اقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان المجرم، لكن لو هددوا بقطعها فقط، فإن إسرائيل لن تجرؤ على الاستمرار في جرائمها في غزة. رحم الله الملك حسين يوم هدّد الإسرائيلين بذلك، وطالبهم بإحضار مضاد السم الذي جرعوه لأخينا خالد مشعل، فعلوا ذلك على وجه السرعة. إن هؤلاء الصهاينة لا يعرفون سوى القوة، ولا يمكن أن يتوقفوا عن غطرستهم وجرائمهم إلا إذا اقتضت قوة خصمهم ذلك. أما المفاوضات التي يعطونها لإخواننا في الضفة الغربية، فإني أتأسف لذلك، أين هي هذه القيادة التي كانت لها الجرّأة أن تقيل حكومة، ولكنها اليوم ليس لها الجرأة لتوقف المفاوضات. هل الخصومة السياسية يمكن أن تصل إلى أن نتفرج على ما يقع في غزة، وأن نحمل مسؤولية ما يقع في غزة لحركة حماس، في حين أن الذين يقتلون ليسوا أبناء حماس وحدها، بل هم عموم أبناء فلسطين. وأقول لهم إذا استمر عباس وأصحابه في السكوت عن هذه الجرائم، فإن كل الفلسطينيين سيصبحون حمساويين وأعضاء في حماس. للإستماع إلى التصريح اضغط هنا