دعت مشاركات في ملتقى دولي بمراكش للنساء المغربيات في العالم إلى تحميل الدولة المغربية المسؤولية في حماية المرأة المهاجرة، والعمل على تحسين ظروف إقامتهن وعملهن في بلدان الاستقبال، كما نبهت بعضهن إلى معالجة قضايا المرأة المغربية المهاجرة إلى جنوب الصحراء بمثل الجدية التي تناقش فيها مشاكل المهاجرة إلى أوروبا والخليج، لأن لها مشاكل خاصة تصل إلى حد التمييز العنصري في ظل قوانين متخلفة. وأشارت العديد من النساء في الملتقى الدولي الأول للنساء المغربيات في العالم، المنعقد بمراكش يومي 19 و20 دجنبر ,2008 تحت شعار مغربيات من هنا وهناك: التحولات والتحديات والمسارات أن الدول المستقبلة غالبا ما ترمي المسؤولية على الثقافة الإسلامية من أجل عدم الإقرار بحقوق النساء المغربيات المهاجرات، وقد عبرت الكثير منهن عن قلقهن من انتشار الأمية في المجتمع وفي صفوف النساء خاصة. وضمن العديد من المداخلات، صنفت بسيمة الحقاوي الهجرة إلى هجرة فردية تمت بقوة في القرن الماضي ومازالت، وهي تتطلب تحسين ظروف العمل في دول الاستقبال، والعمل على فرض احترام كرامة المهاجرة في تلك الدول، وإلى هجرة مقننة وضمن اتفاقيات حكومية كتلك التي بين المغرب وإسبانيا، والتي تشترط في العقود النساء دون الرجال، كما تشترط أن تكون العاملة المهاجرة متزوجة ولها ولد واحد على الأقل، مما يعرض أسرتها للتفكك والبعد عن بعضها البعض، الأمر الذي يستدعي تدخل الحكومة من أجل التفاوض حول شروط مقبولة تضمن للمرأة كرامتها، وهناك هجرة للدول الخليجية من أجل البغاء، إذ إن كثيرا من المهاجرات يذهبن بعقود عمل، ويكتشفن فيما بعد أنهن ضحية شبكة دعارة منظمة، وهذا يستدعي التدخل العاجل من الجميع دولة ومجتمعا من أجل عتق هؤلاء النساء من ربق العبودية والاستغلال. ومن جانبها، أشارت فوزية لبيض أن عراقيل كثيرة تقف حجر عثرة في وجه تقدم النساء، خاصة الهشاشة والفقر، كما يقوم المكون الثقافي بدور في تحجيم دور المرأة ومطالبتها بحقوقها التي سنها لها القانون أو الشريعة التي تعترف باستقلالها المادي والمعنوي، وأضافت أن المرأة هي التي تتحمل أكثر، سواء كانت هي المهاجرة أو زوجها، فيما أشارت عائشة بلعربي أن المرأة المغربية المهاجرة تعيش الحداثة بكل تجلياتها دون أن تتخلى عن هويتها وأصالتها، كما أن الحديث عن القطيعة مع سلوك معين سواء في اللباس أو المأكل لا يعبر عنه بشكل مباشر أو عبر رأي واضح، ولكن كل فرد من الأسرة يسعى إلى إيجاد وضع مريح داخلها دون الدخول في مناقشات مع الآخرين.