شن مسؤول مغربي رفيع هجوما لاذعا ضد الجزائر، وأكد في لقاء صحفي، أن بعض تصرفاتها وتصريحات مسؤوليها تجاوزت حدود الأدب واللياقة، وقال إنه بلا حيا بلا حشمة يتهم مسؤولون جزائريون المغرب بأنه مارس عنف دولة، وّعنف منظم، واستنزاف الموارد. وقال إن التصريح بمثل هذا على إثر حادث عادي يتمثل في وفاة طالبين بالمحطة الطرقية بأكادير إنما هو استغلال لا يرضى به أحد. وأضاف المسؤول المغربي يقولون جريمة دولة كما لو أن الدولة هي التي قتلت الطالبين، بينما الحدث عادي، وقد تم فتح تحقيق في أسبابه. وكشف أن محمد عبد العزيز كتب 45 رسالة في الموضوع. متسائلا في الوقت ذاته هل يسمح لنا ضميرنا أن يطالب مسؤول جزائري في جنيف أو نيويورك بتدخل لجنة حقوق الإنسان فورا، لأن هناك عنفا منظما لقوات الأمن المغربي؟، وقال متهكما، فلينظروا في بلادهم هناك أولا، حيث الشوهة هي اللي عندهم وفي مخيمات تندوف، وأضاف بالقول عار أن تتكلم الجزائر على حقوق الإنسان. ونبّه المسؤول ذاته إلى أن بعض التقارير الحقوقية التي تصدر تكون أحيانا مخدومة، وقال بالحرف حرام نعيطو لأنفسنا الدق على المستوى الخارجي، مضيفا أن بعض التقارير الحقوقية التي تصدر، منها ما هو مخدوم، ومنها من يعدها أناس يعيشون في ظروف مختلفة، ومنها من يعدها خبراء قانونيون فقط. وفي خطوة استباقية لتقرير منظمة يومان رايت ووتش الذي من المقرر أن يعلن عنه اليوم بالرباط، توقع المسؤول المغربي أن يتم استغلال خلاصاته من لدن الجزائر التي تقوم بتصرفات غير أخلاقية ومبرمجة لتوقيف المسار السياسي لحل نزاع الصحراء. وأبرز في هذا السياق أن تحركات الجزائر واستغلالها للورقة الحقوقية، إنما تسعى إليه من أجل توسيع عمل المينورسو ليشمل ملف حقوق الإنسان في الصحراء، وأكد أن المغرب يرفض حماية لمصالحه العليا. وإضافة إلى استغلال الورقة الحقوقية، تقوم الاستراتيجية الجزائرية على الدعاية للبوليساريو دوليا من جهة، ومن جهة ثانية التشويش على المسار السياسي الذي قطعته المفاوضات حول الصحراء التي انطلقت على إثر مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. إضافة إلى الحملة ضد المغرب بعد حصوله على الوضع المتقدم في الاتحاد الأوربي. وأكد بالقول إنه بالرغم من الخلاصات القوية والبارزة لقرار مجلس الأمن ,1813 فإن الجزائر لا تفتأ تسوّق البوليساريو دوليا، وتسخر من أجل ذلك أموالها وسفاراتها، فترويج أن أزيد 80 دولة اعترفت بالجمهورية الوهمية، رقم غير صحيح بتاتا، يقول المتحدث، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الدول التي سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية، تجاوز عددها 40 دولة. أما التشويش على المسار السياسي فتعتمد الجزائر له تنظيم تظاهرات، نعرف أن الجزائر هي التي تمولها، لكنهم، يضيف، يتكلمون بلا حيا بلا حشمة، عن ثروات يستتغلها المغرب، وأعلن التحدي بالدارجة قائلا بغاو ولا كرهو كاين في الأقاليم الجنوبية ثروة سمكية وفوسفاط بوكراع، غير أنه الذي يجب أن يعلمه الجميع هو أن مناجم بوكراع تبقي عليها الدولة فقط لأسباب اجتماعية. أما بخصوص الصيد البحري، أوضح قائلا، إن الدولة المغربية تمنح لتلك الأقاليم 7 أضعاف ما تأخذه منها، وقال كذلك هذه الأقاليم فيها استثمار ونمو ومشاريع، مبرزا ليس هناك استغلال كما تدّعي الجزائر بل هناك تضامن وتكامل بين الأقاليم والجهات. أما بالنسبة للوضع المتقدم، فأبرز المسؤول المغربي أن الجزائر ، قارنت المغرب مع إسرائيل، على اعتبار أننا بجوج دولتين محتلتين، وسوّقت أن الوضع المتقدم لن يطبق على الأقاليم الجنوبية، وتدّعي أنها هي الأولى بالوضع المتقدم، على اعتبار أنها تملك الغاز والنفط، وأوضح المتحدث أن بين المغرب والاتحاد الأوربي اتفاقات سارية، تشمل كل الأقاليم المغربية، وأفصح أنه خلال القمة المقبلة التي ستجمع قريبا الملك محمد السادس مع رئاسة الاتحاد الأوربي في إطار هذا الوضع، نحن لا نفهم كيف أن الأقاليم الجنوبية لن يشملها الاتفاق، وقال هناك وحدة مؤسساتية وبرلمانية وتجارية مع الاتحاد الأوربي، والاتفاق سيشمل كل أراضي المغرب بما فيها أقاليمه الجنوبية. وبخصوص الجمود الذي يعرفه مسلسل المفاوضات المتوقف منذ أبريل الماضي، قال المسؤول ذاته إن المغرب لا يعارض تعيين كريستوفر روس مبعوثا أمميا، بل يهمنا أساسا أن ينطلق أي مبعوث كان من الخلاصات التي توصل إليها المبعوث السابق فان فالسوم، والتي يعبر عنها قرار مجلس الأمن 1813 الذي نص على التفاوض بواقعية وروح توافق. وأضاف تحركات الوفد المغربي بالأمم المتحدة في المرحلة الأخيرة كان الغرض منه نقض التفسير الجزائري لقرارات مجلس الأمن، وأكد المسؤول ذاته أن الزيارة الأخيرة لكل من وزير الخارجية والتعاون الفاسي الفهري وياسين المنصوري كان لهذا الغرض. وأكد مجددا أن الجزائر تريد أن تعرقل المفاوضات الجارية. وعاد المسؤول المغربي إلى الوراء قليلا في تاريخ الصراع بين المغرب والجزائر، وقال نحن نستغرب كيف أنه من قبل كان المغرب يقول إنه لا يمكن بناء مغرب عربي دون حل النزاع حول الصحراء، في حين كانت الجزائر تقول أنه يمكن بناء المغرب العربي عبر الفصل بين التعاون الثنائي من جهة وقضية الصحراء من جهة ثانية، لكن هذه المعادلة انقلبت اليوم، حيث جلالة الملك يدعو في أكثر من رسالة حكام الجزائر إلى الانخراط في بناء مغرب عربي وترك الصحراء للأمم المتحدة. وقال أيضا إن رؤية المغرب تنبني على أن بناء المغرب العربي أولى بكثير من ربح نقطة أو نقطتين على المستوى الدولي.وعكس الانخراط في التفاوض الجدي من أجل حل سياسي نهائي، يشرح المسؤول ذاته، تجمد الجزائر حول مطلب تقرير المصير للصحراء عبر استفتاء، وأوضح المتحدث أن تقرير المصير لا يمرّ بطريقة أوتوماتيكية عبر الاستفتاء، وأوضح أنه باللجنة الرابعة بالأمم المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار هناك 18 منطقة نزاع تمت تصفية النزاع حولها بالللجوء إلى الاستفتاء، بينما تم حلّ 12 منها عبر مفاوضات سياسية، وأشار في هذا السياق إلى أن سيدي إفني استرجعها المغرب عن طريق التفاوض وليس غيره.