شهدت المنطقة العربية خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية مهرجانات من الشعر والنكات ورسائل المحمول المحملة بالتهاني والتبريكات برمية فردتي حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي في اتجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الأحد 14 دجنبر 2008. وخصصت بعض القنوات الفضائية معظم برامجها لما اعتبرته فتحًا عربيًّا جديدًا مستضيفة شخصيات عامة وصحافيين وشعراء، ليعلنوا عن احتفائهم برمية الحذاء واعتبار الزيدي بطلا قوميًّا جديدًا من عينة أبطال العرب والمسلمين التاريخيين. بعنوان في رمي الحذاء على بوش في بغداد كتب الشيخ السلفي المعروف حامد العلي قصيدة يقول مطلعها: قال الحذاءُ فأُسكت الخطباءُ * هذي لعمري خطبةٌ عصماءُ وتفجَّرت بين الجموعِ حروفُه * فُصحى، يُجلُّ بيانهَا البلغاءُ مدَّ الحذاءُ إلى الرئيسِ تحيةً * وتلا بثانيةٍ، فحُقَّ ثناءُ إنيّ لأشْكرُ للحذاءِ خطابَه * فالشِّعرُ مكرمةٌ له، وحِباءُ وبعث الشاعر الفلسطيني المقيم في السعودية عيسى العدوي تحياته للحذاء وصاحبه عبر قصيدة تحية إلى الحذاء العربي البغدادي يقول مطلعها: هذا مساء زها في ليله قمرُ بدرًا تلألأ في بغداد منتظَرُ يا قاصف الرعد من كفيك قد هطلت تلك النعال على المحتل تنهمر قد لاحقته سيول الرجم إذ نفرت تلك الحشود إلى بغداد تعتمر ووصف الشاعر اليمني محمد المطري الحذاء بأنه رمز العز، ممتدحًا راميه منتظر الزيدي وما اعتبره جسارة منه وشجاعة، مهاجمًا كل من اعتبره خارجًا عن المعايير المهنية للصحفي. وقال في قصيدته: حذاء العز في وجه الحقارة رمى به منتظر تسلم يمينه أنا أشهد أن فيه قوة وجسارة خسئ من قال مخطئ أو يدينه فخلي بوش يحتل الصدارة وختم النعل مرسوم في جبينه القصيدة الحذائية وغصت المنتديات على الإنترنت بقصائد تسابق بها المشتركون دون أن يتبين الشعراء الذين كتبوها، فقد شارك أحدهم بقوله: خذها من الكف السديد دواءَ لتكون للقلب الجريح شفاءَ لا شلت الكف الجميلة يا فتى ألقمت فاه المستفز حذاءَ عيدية لك يا زنيم تليق بالتـ توديع للغازي الذي قد جاء وكتب آخر بعنوان القصيدة الحذائية سلمت يمين الشهم حين تعمدت رأسَ اللعين بجزمة سوداء قالت وقد مرت بشحمة أذنه ما لم تقله صحائف البلغاء عجزت جحافلكم وبأس حديدكم عن عزة بقلوبنا قعساء رفعت يمين الحر لا شلت له لتطيح رأس رئيسكم بحذاء إن كنت جئت مودعًا لعراقنا هذا وداع صادق الإطراء لا شيء أصدق من حذاء سملة تهوي على الأصداغ والأقفاء وقصيدة أخرى نشرتها بعض المنتديات دون الإشارة إلى صاحبها أيضا، جاء فيها: ألا سلمتْ يمينك يا ابن حرٍّ وقد ثارت دماؤك والإباءُ ألا قد طالَ صمت بني أبينا ومنك أخيّنا نطقَ الحذاءُ فقال لبوشهم قولا بليغا أن اركعْ يا جبانُ كما تشاءُ فيما قال الشاعر المصري محمد الخطيب: سَلِمْتَ يَا ذَا الأَلْمَعِي يَا ذَا الْـحِذَاءِ الأَرْفَعِ رَمَيْتَ رَأْسًا قَدْ طَغَى صَاحِبُهَا بِالطَّمَعِ رَمَيْتَ ذَاكَ المـُدَّعِي لَمْ تَخْشَ أَوْ تَرْتَدِعِ أَحْنَيْتَهُ، أَرْهَبْتَهُ فَارْتَاع رَوْعَ الْفَزِعِ أَلْقَمْتَهُ ذُلَّ الْـحِذَاءِ وَالْـهَوَانِ الْبَشِعِ وَدَّعْتَهُ بِضَرْبَةٍ فَالذُّلُّ لِلْمُودَّعِ سَلِمْتَ يَا هَذَا الْـحِذَاءُ مِنْ حِـذَاءٍ أَرْفَعِ مسؤولية زلط وحلب وفي القاهرة ودمشق والرياض ظهرت محلات الأحذية في نكات الناس وتعليقاتهم، فقد تبادلت أجهزة المحمول رسائل تعلن مسؤولية زلط وهي شركة أحذية معروفة، عن زوج الحذاء الذي رماه الزيدي. وأيضا تبادلت المجموعات البريدية نكاتا منها أن الأمريكيين يطورون الطائرات إف 16 إلى مقاس حذاء 44 استعدادًا لضربة قاسية في المدابغ، واجتماع في الرباط لفك الجزمة الحادة التي نشأت عن ضرب الرئيس الأمريكي، والصحفي العراقي يتعرض لكعب دائر .. والعبارة الأخيرة تستعمل في مراكز الشرطة ببعض الدول العربية عندما يتم تحويل المشتبه فيهم لأقسام شرطة أخرى في مدن مختلفة للتعرف على ما ارتكبوا من جرائم. ومن النكات التي انتشرت بسرعة كبيرة خلال الساعات الماضية أن أمريكا اتهمت سوريا بمسؤوليتها عن الحذاء لأنه مصنوع في حلب وهي مدينة شهيرة بمصانع الأحذية وأن الولاياتالمتحدة ضمت إلى قائمة الارهاب جميع مصانع الأحذية في الشرق الأوسط. كذلك انطلقت نكتة عبر أجهزة المحمول عبر عدة دول عربية تقول إن العراقيين يطالبون بعمل تمثال لباتا وهي أيضا شركة أحذية شهيرة. وتخوف بعض الصحافيين خلال لقاءات تلفزيونية بأن يواجهوا إجراءات مشددة عند حضورهم مؤتمرات صحافية أو إجراء لقاءات مع زعماء في دولهم العربية، وأن تشمل هذه الإجراءات أن يتركوا أحذيتهم لدى الأمن. ولم يترك نجوم السينما والمسرح الحادثة تمر دون أن يساهموا فيها، فقد أعلن الممثل الكوميدي المصري أحمد بدير أنه سيتعرض لمشهد رمي بوش بالحذاء في المسرحية التي يقدمها يوميًّا في القاهرة.