في الصورة رجل أمن يلتقط الحذاء الذي رماه الطالب على جياوباو قام طالب في جامعة كامبريدج البريطانية الاثنين برمي حذائه على رئيس الوزراء الصيني، ون جياوباو، خلال إلقاء الأخير خطاباً في الجامعة، على هامش الجولة التي يقوم بها في بريطانيا حاليا، على ما أكده شهود عيون، في تكرار لما قام به الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، خلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، الأخيرة لبغداد. "" وقال كادمن تانستل ديرنز، وهو مراسل لصحيفة طلابية كان موجوداً في القاعة خلال خطاب جياوباو، إن الطالب الذي لم يتم الكشف عن هويته قام - بعد رمي حذائه - بالصراخ قائلاً: "لماذا تدفعون أنفسكم للفجور..؟ كيف يسعكم تصديق الأكاذيب التي يقولها؟" وأضاف ديرنز أن أمن الجامعة قام بعد ذلك بإخراج الطالب من القاعة. وأكد شهود عيان أن الحذاء أخطأ المسؤول الصيني الكبير، والذي ظلت كاميرات التلفزة مسلطة عليه خلال الحادث، دون أن يظهر الشاب في الصور سوى في وقت لاحق، خلال اقتياده خارج القاعة. وقال ناطق باسم الجامعة، طلب من CNN عدم كشف اسمه: "من حسن الحظ أن الحادث لم يفسد المناسبة، لقد كانت القاعة ممتلئة بقرابة 500 شخص، وأساء شخص واحد فقط منهم التصرف،" مضيفاً أن جياوباو لم يكن عرضة للخطر خلال كلمته. ولم يتح الحصول على تعليق من الحكومة الصينية على الحادث، علماً أن جياوباو كان قبل قذف الحذاء تجاهه يتحدث عن دور بكين في الأزمة المالية العالمية. وأعادت الحادثة إلى الأذهان قيام الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، برمي حذائه على الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقام الزيدي بإلقاء فردتي حذائه صوب بوش، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ومرت الفردة الأولى بمحاذاة رأس الرئيس الأمريكي، الذي تنحى عنها، فيما هرعت حشود وانقضت على الرجل، ثم نقلته إلى غرفة مجاورة، أما فردة الحذاء الثانية فأصابت العلم الأمريكي خلف جورج بوش. وأثارت خطوة الزيدي ضجة عالمية، وتحولت إلى حدث دولي جذب الكثير من التعليقات، وقد صوّت قراء CNN بالعربية على اختياره "شخصية العام" لسنة 2008 في ذلك الحين، وتحول رمي الحذاء إلى طريقة احتجاجية في العديد من دول العالم، وخصوصاً خلال التظاهرات ومظاهر الاحتجاج. ومؤخراً، شهد ميتم بمدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، تدشين نصب تذكاري ضخم لحذاء الزيدي، وقام بنحت "نصب الحذاء" بلونه البني اللامع، النحات العراقي، ليث العامري، وذلك بمساعدة الأيتام، مستخدماً مادة الألياف الزجاجية (الفايبرغلاس) المغلف بالنحاس، وتم رفعه فوق منصة إسمنتية. ويبلغ ارتفاع "نصب الحذاء" ثلاثة أمتار ونصف المتر، بينما يبلغ طول الحذاء متران ونصف، وعرضه متر ونصف المتر، وبلغت تكلفة النصب، الذي استغرق تنفيذه 15 يوماً، نحو خمسة آلاف دولار. وبعد أقل من يوم على تدشينه، أزالت السلطات الأمنية في محافظة صلاح الدين العراقية "نصب الحذاء" بطلب من الحكومة المركزية في بغداد. يذكر أن منتظر الزيدي احتفل بعيد ميلاده الثلاثين في سجنه في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري حيث مايزال ينتظر محاكمته، فيما قال أحد أشقائه إنه "بصحة جيدة ويعامل بصورة حسنة." أحد المصادر العاملة في المحكمة الجنائية العراقية المركزية توقع في تصريحات سابقة لشبكة CNN أن يصدر الحكم ضد الزيدي، بتهمة إهانة رئيس دولة أجنبية، وعقوبتها السجن ما بين 7 إلى 15 عاماً، بحسب القانون العراقي.