أدى 3 ملايين حاج يوم الأحد 7 دجنبر 2008 الركن الأعظم من الحج بعرفات. وكانت قوافل الحجاج قد بدأت التوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مع إشراقة صباح يوم الأحد التاسع من ذي الحجة في أجواء إيمانية ملبين ومتضرعين لله عز وجل أن يمن عليهم بالمغفرة والرحمة. وتمت عملية انتقال جموع الحجاج من منى الى عرفات في أمن ويسر رغم كثافة أعدادهم وكثرة المركبات التي أقلتهم. هذا اليسر وصفته الأستاذة نعيمة بنيعيش مؤطرة بالبعثة العلمية وهي تتحدث إلى التجديد من خيام عرفات، حيث أوضحت أن كل الحجاج المغاربة وصلوا إلى عرفات دون صعوبات، حيث أدرك آخر فوج صلاة الظهر في عرفات، ثم توزعوا على الخيام يستغفرون الله ويذكرونه ، كما تم توزيع وجبات غذائية عليهم جميعا، وأكدت على ان البعثة لا تأل جهدا في خدمة الحجاج وتقديم ما يحتاجونه وتمكينهم من اداء مناسكهم بكل يسر وعبر حجاج مغاربة عن مشاعرهم وهم في هذا الموقف العظيم في اتصال هاتفي للتجديد بهم، وقال الحاجة فاطمة وهي منبهرة بالمشهد الذي تعيشه: شعوري لا أستطيع وصفه وأنا أتواجد في هذا المكان الطاهر، إنها نعمة من عند الله، من جهتها تحدثت الحاجة سعاد لـالتجديد وصوتها متهدج بالبكاء، قالت إنها تشعر وكأنها في حلم، وأضافت إنها لحظة مهمة في حياتي، أحس بأني مع الله وبانه قد غفر لي وتابعت إنه شعور جميل جدا يوم عرفة حدث مركزي لدى المسلمين وهو كما يقول الدكتور عبد الرحمن البوكيلي الركن الأعظم فكل أركان الحج فيها مرونة معينة إلا هذا اليوم العظيم، فالذي فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج لأن النبي الكريم يقول الحج عرفة، ويوضح البوكيلي ان الله تعالى أراد أن يكون هذا اليوم يوم التجمع الأعظم فهو مؤتمرا عامر ومهرجانا كبيرا يجتمع المسلمون فيه من مشارق الارض ومغاربها بلباس واحد وبقلب واحد وبوجهة واحدة وأحاسيس ومشاعر واحدة، وهو أيضا احتفال باكتمال الدين وتجديد للعهد مع الله. هذا وسجل عدد الحجاج القادمين الى الديار المقدسة من خارج السعودية خلال موسم حج هذا العام رقما قياسيا لسنوات الحج، بقدوم مليون و729 الف و841 حاجا، كما أعلن عن ذلك وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبد العزيز. وأشار الوزير السعودي إلى أن عدد الذكور من هؤلاء الحجاج القادمين من الخارج لحج هذا العام والمنتمين لـ 178 جنسية من مختلف أقطار العالم، بلغ 939 الف و221 حاجا يمثلون 3ر54 بالمائة فيما وصل عدد الإناث 790 الف و620 حاجة يمثلن نسبة 7 ر 45 بالمائة. وقد زاد عدد الحجاج القادمين هذا العام عن العام الماضي، بـ 18 ألف و26 حاجاً، بنسبة قدرها 1,1 بالمائة. هذا وتم أمس الأحد استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بكسوة جديدة وذلك جريا على العادة السنوية، وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة 20 مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود في مصنع كسوة الكعبة المشرفة، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. من جهة أخرى لم يتمكن 2200 حاج من سكان غزة من أداء مناسك الحج هذا العام، وعادوا أدراجهم خائبين بعد أن فشلت نداءاتهم التي وجهوها لكافة الجهات من أجل التدخل لنقلهم إلى الأماكن المقدسة، وتعليقا على الموضوع قال الدكتر عبد الرحمن البوكيلي إن ما حدث مس خطير بحق ممارسة التدين التي كفلتها كافة الشرائع والأديان، واعتبر أن سكان غزة لم يعودوا مستهدفين في خبزهم وكهربائهم ومقدساتهم فقط بل مستهدفون كذلك في ممارستهم التعبدية، وأضاف أن الواجب يقتضي على كل مسلم أن يهب بكل ما استطاع وما أوتي من أجل نصرتهم والواجب على أحكام في بلاد المسلمين أن يتحملوا مسؤليتهم أمام الله تعالى وان يوالوا دينهم واخوانهم المؤمنين على غيرهم، كما أنه من المواساة أن نقول لاخواننا الذين حرموا ان الله تبارك وتعالى كتب لهم حقيقة هذا الحج فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى .