اثارت الهجمات التي شنها مسلحون ضد اهداف عديدة في مدينة مومباي مخاوف من احتمال اندلاع موجة من الهجمات الطائفية الانتقامية نظرا لان الجماعات الهندوسية المتطرفة تستغل الاتهامات بشأن تورط المسلمين لاغراض سياسية ودينية.ويمكن للتوترات بين المسلمين والهندوس والتي تضطرم منذ عقود، ان تشتعل ان لم يكن في مومباي ففي مناطق اخرى من البلاد، وذلك تحت غطاء الانتقام لهجمات مومباي التي استمرت ثلاثة ايام والقى المسؤولون الهنود باللوم فيها على من وصفوهم بمتطرفين اسلاميين على علاقة بباكستان.ويؤكد معلقون وكتاب ومواطنون عاديون ان غالبية الناس من الطائفتين يرغبون في العيش بسلام.ويتوقع الكاتب جواد اناند ان تستغل جماعات هندية يمينية متطرفة مشاركة مسلمين في هجمات مومباي لحشد الدعم قبل الانتخابات العامة التي ستجري العام المقبل.الا انه اضاف ان الهندوس والمسلمين يحاولون انكار وجود تطرف بين ابناء الطائفتين.وهاجم شباب مدججون بالسلاح يوم الاربعاء الماضي فنادق فخمة ومستشفى ومركزا يهوديا في مومباي واحتجزوا عددا من الرهائن. وقتل في الهجمات التي استمرت ثلاثة ايام 172 شخصا على الاقل كما اصيب 300 اخرون.واشار مسؤولون ومن بينهم رئيس الوزراء مانموهان سينغ باصابع الاتهام الى عناصر في باكستان، وذكر الاعلام ان احد المسلحين اعتقل حيا وهو باكستاني.واتهم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي المعارض الحكومة الهندية بقيادة حزب المؤتمر بانها ضعيفة وانها متراخية مع الارهاب، وهي المسالة التي قال اناند انها ستكون محور برنامج الحزب في الانتخابات التي من المقرر ان تجرى في مايو المقبل.واضاف اناند، الامين العام لمجموعة مسلمون من اجل ديموقراطية علمانية الناشطة، انه من المرجح ان يلجأ حزب بهاراتيا جاناتا الى استغلال هجمات مومباي للتاكيد على الرأي الهندوسي المتشدد بان كل الارهابيين هم مسلمون، وكل المسلمين موالين لباكستان.واوضح انه بالنسبة للمسلمين، هناك اعتقاد بان المسلمين لا يرتكبون اي شيء خاطئ ولذلك فانهم لا يصلون الى مرحلة التعامل مع هذه المسالة داخل المجتمع.وفي اشارة الى تقرير نشرته الحكومة في وقت متاخر من ,2006 قال اناند ان المسلمين متاخرون عن الاغلبية الهندوسية وغيرها من الاقليات في كل شيء سواء كانت نسبة الامية او وفيات الاطفال الى عدد القروض البنكية التي حصلوا عليها، وهو ما يثبت التمييز الممارس ضدهم.واضاف ان نتائج التقرير زادت من مشاعر التهميش لدى المسلمين البالغ عددهم ما بين 150 و 180 مليون نسمة والذين يمثلون نحو 13 بالمائة من سكان الهند البالغ عددهم 1100 مليون نسمة، وزادت من مشاعرهم بانهم ضحايا في بلدهم. وقال المحرر الصحافي كومار كيتكار ان تعزيز الاجراءات الامنية في مومباي في اعقاب الهجمات يعني مخاوف من وقوع هجمات انتقامية في البلاد.واشار الى ان هناك نوعا من الحرب الباردة تدور بين الطائفتين في مومباي ويمكن ان تزيد بسبب الهجمات.