أكد أحمد لحلمي علمي المندوب المندوب السامي للتخطيط أن 86,7 في المائة من المسنين، الذين يبلغ عددهم في المغرب خلال سنة 2006 ما يربو عن 2 مليون و400 ألف، لا يتوفرون على أي تغطية صحية، 77,6 بالوسط الحضري و96,8 بالوسط القروي، فضلا على أن 62,8 في المائة من النساء و55,1 في المائة من الرجال غير القادرين على الولوج إلى العلاجات الصحية؛ بسبب عدم توفر الإمكانات المادية، على الرغم من أن نسبة الفقر لدى المسنين هي أقل من المعدل الوطني. وقال المصدر ذاته خلال تقديمه للبحث الوطني حول الأشخاص المسنين بالمغرب أمس الثلاثاء بالرباط، إن التضامن العائلي يمثل عاملا لإستمرارية العائلة الممتدة، ويفيد الأشخاص المسنين، وإن هذا التضامن مازال مستمرا في المغرب، وتبقى نسبة المسنين الذين يعيوشون بمفردهم نسبة قليلة، و92,2 في المائة يحافظون على علاقات مباشرة مع أبنائهم، مضيفا أن التكافل الأسري يمثل إطارا لتبادل المصالح بين الأجيال، إذ يوجد ما يناهز 77,5 في المائة من الأشخاص المسنين تلقوا مساعدة مادية على شكل هبات عينية أو نقدية، و46,9 في المائة من الأشخاص المسنين يقدمون مساعدة عينية أو نقدية لعائلاتهم، مما يبين أن التضمان العائلي ليس ذا اتجاه واحد. ووفق المصدر ذاته فإن هذه الشريحة تسهم في نقل القيم، إذ 40,1 في المائة من الأشخاص المسنين يهتمون بالأطفال، و82,7 من المسنين تتم استشارتهم من قبل أفراد أسرهم لإسداء النصح. ووفق المصدر ذاته فإن 83 قي المائة من المسنين أميون، 92 في المائة منهم قرويون، و94,5 نساء، وسيستمر الأشخاص المسنون في الضغط على مؤشرات التنمية البشرية في المغرب. ويعرف المغرب تحولا ديمغرافيا يتسم بارتفاع نسبة المسنين من 7 إلى 8 في المائة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأشخاص في سن النشاط( 15 إلى 59 سنة) من 61,1 إلى 62,2 في المائة، وانخفاض نسبة الشباب أقل من 15 في المائة، حسب المصدر ذاته الذي أضاف، أن 52,4 في المائة من المسنين يعيشون بالوسط الحضري وأن نصف عدد المسنين تفوق أعمارهم 66,7 سنة، مشيرا إلى أن 52,2 من المسنين نساء و47,8 رجال، وأن البادية تفقد شبابها ويبقى المسنون مما يرهن الإنتاجية في البادية، ويطرح مشكل بالنسبة للفلاحة. وتبقى نسبة الفقر لدى هذه الشريحة أقل من المعدل الوطني، 6,5 مقابل 8,9 في المائة، ومعدل الفقر لدى الأشخاص المسنين بالوسط القروي أكثر ارتفاعا مما هو عليه بالوسط الحضري، 9,6 مقابل 3,5 في المائة. وكشف لحليمي أن الأشخاص المسنين في المغرب ما زالو يعانون من تهديد مزدوج، من أمراض الشيخوخة والأمراض التعفنية، في حين تم القضاء على أغلبية الأمراض المعدية بأوربا، إذ صرح 9,58 في المائة بأنهم يعانون من مرض مزمن حاد واحد على الأقل، و30,7 في المائة من الأشخاص عاجزون عن مزاولة مهام الحياة اليومية، وأبرز لحليمي أن 16,1 في المائة من المسنين يتوفرون على معاش التقاعد، و31,1 في المائة من هذه الشريحة يساهمون في الحياة العملية، بالوسط القروي أكثر من الوسط الحضري، وأن أغلبية أغلبيتهم يعملون لحسابهم الخاص بنسبة 82 في المائة. ويبقى المسنين مهددين بالشعور بالوحدة وعدم الأمان، إذ صرح 63,2 في المائة بالمعاناة من الوحدة، 60 في المائة بشكل دائم و40 في المائة بشكل مؤقت.