يمضي القراصنة في سواحل شرق إفريقيا قدما في اختطاف السفن غير عابئين بالتحذيرات الدولية والتكتلات العسكرية التي تحيط بهم وذلك بعد ان سمح لهم الغزو الاثيوبي المدعوم امريكيا للصومال بالعودة الى عملهم التي كانت حركة المحاكم الشرعية قد أوقفته. ففي غضون أقل من 24 ساعة استولوا على سفينتي شحن يوم الثلاثاء بعد اختطافهم لناقلة نفط سعودية عملاقة محملة بنفط تفوق قيمته 100 مليون دولار مما دفع شبكة سي إن إن الأمريكية بوصف ذلك بـأكبر موجة قرصنة في التاريخ. وقال مساعد مدير مكتب الملاحة الدولية في لندن، الذي يتابع مثل هذه العمليات، مايكل هوليت لشبكة سي إن إن: هذا أمر غير مسبوق تماما، لم نر البتة وضعا مماثلا لا يتم إطلاق سفينة اليوم حتى يتم اختطاف أخرى في اليوم التالي. وأضاف هوليت أن القراصنة اختطفوا سفينتي شحن إضافيتين في سواحل شرق إفريقيا يوم الثلاثاء، إحداهما سفينة صيد تايلاندية وأخرى شحن صينية كانت تنقل قمحا لإيران في مياه القرن الإفريقي، بالإضافة إلى اختطاف سفينة صيد صينية السبت، ولكن لم تبلغ أنباء ذلك سلطاتها قبل الثلاثاء. وأوضح أن المخاطر تبدو ضئيلة والعوائد تبدو كبيرة بالنسبة إلى القراصنة، مشيرا إلى أنهم يعرفون أن حظوظ مقتلهم أو اعتقالهم أثناء عملية الاختطاف تبدو قليلة جدا. وانتشرت عمليات القرصنة البحرية شمالا إلى خليج عدن وجنوبا إلى سواحل كينيا، وفق نويل شونغ الذي يرأس مكتب الإبلاغ عن القرصنة والذي يتخذ من كوالالمبور مقرا له. وبعمليات الاختطاف يوم الثلاثاء، يصل عدد الأحداث المماثلة، التي يشهدها شرق إفريقيا من جانب قراصنة صوماليين في المحيط الهندي وخليج عدن، إلى 95 عملية قرصنة هذا العام ما يعد رقما قياسيا، بعد أن كانت 31 العام الماضي و10 فقط في العام الذي سبقه، ومنعدمة خلال حكم المحاكم الشرعية. وفي تعليقه على عملية الاختطاف، اعترف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مايكل مولن بتنامي قدرات القراصنة قبالة سواحل الصومال، ووصف القرصنة بأنها مشكلة متفاقمة. وكشف مولن عن خلافات بين الدول والحكومات حول طريقة التعامل مع هذا الملف، مشيرا إلى أن البعض يفضل دفع فدية للخاطفين. على صعيد آخر تتابع المقاومة الصومالية توجيه الضربات الى قوات الاحتلال الاثيوبية والقوات الصومالية المتعاونة معها. وبعد الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة الصومالية للاحتلال خلال الفترة الماضية، أكدت إثيوبيا اليوم مجددا أنها غير مستعدة للاستمرار في دعم الحكومة الصومالية المؤقتة إلى أجل غير مسمى. وقال سيوم مسفين وزير الخارجية الاثيوبي أمام اجتماع إقليمي: إذا فشلوا في اغتنام هذه الفرصة التاريخية لن يمكننا مساعدتهم بتولي المسؤولية نيابة عنهم. وكان الرئيس الصومالي المؤقت عبد الله يوسف أحمد الذي نصبه الغرب قد قال: إن المسلحين الإسلاميين باتوا يسيطرون الآن على معظم أنحاء البلاد وأن بإمكانهم أن يهاجموا العاصمة مقديشو ويفعلوا فيها ما يريدون. وقد سيطرت المقاومة خلال الفترة الأخيرة على عدة مدن إستراتيجية وأصبحت على مقربة من العاصمة مقديشو. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن الصومال تمثل الهزيمة المنسية في سنوات حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش.