كشفت مصادر مسؤولة في حركة فتح النقاب عن أن رئيس السلطة محمود عباس غاضب من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بسبب تردد الأخير في تحميل حركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤولية تعطيل الحوار ، على حد تعبيره. و أكد عزام الأحمد، رئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح أن محمود عباس لن يحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء المقبل، بسبب تردد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تحميل حركة حماس مسؤولية تعطيل الحوار الفلسطيني الشامل . وقال الأحمد لصحيفة الحياة اللندنية إن مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات سيرأس الوفد الفلسطيني في الاجتماع وسيطرح على الوزراء العرب تقييماً للموقف بالنسبة للمفاوضات مع إسرائيل ، كما قال. وكانت مصادر دبلوماسية مصرية قد كشف النقاب عن رفض الكثير من الدول العربية مبدأ فرض عقوبات ضد حركة حماس وتحميلها مسؤولية فشل حوار القاهرة الفلسطيني، وأكدت المصادر أنّ الوضع الفلسطيني ودعم التوجّه نحو الحوار لا يحتملان مثل هذه الخطوة . ونقل مراسل قدس برس عن المصادر قولها إنّ جناح السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وحركة فتح برئاسة محمود عباس، دفعا بقوة باتجاه فرض هذه العقوبات عبر الدول العربية، وطالبا بضرورة فرض هذه العقوبات ضد حماس باعتبارها الطرف الذي يتسبّب بتعطيل الحوار ، استناداً لتعهد الجامعة العربية سابقاً بـ معاقبة من يعرقل الحوار . ونوّهت المصادر إلى أنّ مثل هذا الإجراء لن يحظي باتفاق عربي خلال اجتماع مجلس الجامعة القادم، المقرر عقده يوم الأربعاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، فيما توقعت معارضة الكثير من الدول علي رأسها سورية وقطر مبدأ العقوبات، لأنّ من شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً، ولا يسهم في التوصل الي حل أو إنهاء لحالة الانقسام الفلسطيني والصراعات القائمة بين أكبر حركتين في الساحة الفلسطينية. وبررت المصادر الدبلوماسية المصرية هذه المواقف الرافضة لفرض العقوبات، بأنّ الساحة الفلسطينية تحتاج إلى المزيد من الحوار والضغط عبر وسائل أخرى، لحمل الأطراف جميعها على الامتثال إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد أمام التسوية والعمل على حماية واستعادة الحقوق الوطنية ، وفق تعبيرها. ونفت المصادر أن تكون الورقة المصرية المقرّر أن تُقدّم إلى مجلس الجامعة العربية تتضمن أي اتهامات ضد هذا الطرف أو ذاك، وانما تحتوي على إطلاع المجلس علي ما قامت به القاهرة من جهود من أجل الترتيب لعقد الحوار والظروف التي أدت إلى اتخاذها قراراً بتأجيله وفقاً لطلب أربعة فصائل فلسطينية هي حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ومنظمة الصاعقة، وأنّ القاهرة تعتبر تعثر عقد الحوار هذا يرجع إلى عدم توافر الإرادة السياسية بصورة كاملة، وأنّ الخلافات لعبت دوراً كبيراً وراء هذا التعثر . يشار إلى أن اجتماعاً عُقد قبل أيام في مقر وزارة الخارجية السورية، بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووفداً من حركة المقاومة الإسلامية حماس يقوده رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، تناول بالدرس والتحليل الشأن الفلسطيني، ولا سيما الأسباب التي حالت دون استئناف الحوار الوطني في القاهرة وإنهاء الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية.