حلت الأمطار الأخيرة التي عمت مدينة الجديدة محل لجان التفتيش، وقامت بتعرية واقع العديد من الشوارع بالمدينة، وأشرت على عدم صلاحية جزء كبير منها، فقد ظهرت بها تصدعات وحفر غائرة نتيجة الغش الذي طال عمليات الترقيع التي تقوم بها الجهات المعنية، خاصة تلك الأوراش التي فتحت قبل الزيارة الملكية للجديدة، والتي انطبق عليها المثل المغربي الشهير؛ خدمة الليل ضحكة بالنهار، إذ قام المسؤولون بفتح أوراش ليلية سريعة لتغطية ما يمكن تغطيته من الحفر، والنتيجة كانت هي انهيار أغلب مبادرات الترقيع عند هطول أولى قطرات المطر، وقد عاينت التجديد الحفر التي خلفتها الأمطار بكل من شارع ابن باديس وشارع النصر ومجموعة من النقاط التي كانت ضحية سياسة الترقيع بالمدينة، ولعل شارع النصر الذي أنجز قبل زيارة صاحب الجلالة بأيام معدودة لمدينة الجديدة، وفي وقت قياسي لشاهد على الأسلوب الذي ينهجه المسؤولون، كلما تعلق الأمر بنهج سياسة در الرماد في العيون. وبالرغم من أن أموالا طائلة رصدت لهذه المشاريع؛ فإن النتيجة كانت هي تحول هذه المشاريع إلى أوراش تحتاج إلى إعادة الترميم من جديد، مما يؤكد أن مسألة ترشيد النفقات تبقى مجرد شعار يرفعه المسؤولون بهذا البلد. إلى ذلك، عبر العديد من مستعملي الطرقات بالجديدة في تصريحات متفرقة لـالتجديد عن تذمرهم من الوضعية التي آلت إليها طرقات المدينة، خاصة بعد أشغال إعادة هيكلة شبكة تطهير السائل في العديد من شوارع مدينة الجديدة، والتي أصبحت محدودبة ومملوءة بالحفر والبرك المائية، لاسيما بالطريق المؤدية من المقاطعة الرابعة إلى السوق الممتاز أسيما، وطريق مراكش، وقرب ملتقى الطرق المشهور بملتقى مراكش ....