في خسائر مادية فادحة، زادت من حدتها هشاشة البنية التحتية التي تم إحداثها مؤخرا في إطار تمويل خاص برعاية ملكية خاصة، والتي أدت إلى تحطيم مجموعة من الطرق والأسوار وتسببت في شقوق بمجموعة من القناطر وخاصة المتآكلة منها، إلى جانب غرق العديد من السيارات و الشاحنات في المستنقعات و الحفر التي أحدثتها الأمطار بالطرقات. لكن الوضع بالمنطقة المسماة " إبوعروروثن "، كان أكثر حدة و صعوبة منه في باقي المناطق، و ذلك بسبب الطريق الجديدة التي تم إحداثها مؤخرا و المطلة على بحيرة مارتشيكا في إطار دعم المشاريع الاستثمارية والسياحية المفترض خلقها على طول محيط البحيرة، و ذلك نظرا لإحداثها على مستوى مرتفع بالنسبة لموقع التجمعات السكنية العشوائية بالمنطقة التي تم غمرها بالمياه بسبب ذلك و كذا محاصرتها بالمستنقعات. و خلال فترة الصباح من نفس اليوم، قام شباب المنطقة بقطع الطريق من الاتجاهين بواسطة الحجارة، لجلب انتباه السلطات المحلية التي تركتهم لمصيرهم في مواجهة الفيضانات، و قبيل الزوال حاول شرطي أن يقتحم المجال بالسيارة التي كان يقودها و المرقمة بمليلية، لكن أبناء المنطقة أوقفوه و طالبوه بالمغادرة ، ومع إصراره على المرور أخذ هاتفه ليتصل لطلب التدخل الأمني. بعد لحظات قليلة التحق بعين المكان نائب رئيس الأمن الإقليمي بالناظور في محاولة لإرهاب المواطنين المحتجين، حيث قام باستدعاء أفراد القوات المساعدة و قوات التدخل السريع، في تلك اللحظة قام الشرطي المحاصر و أمام أنظار رئيسه بمحاولة اختراق الحاجز البشري حيث أصاب أحدهم بقوة قبل أن ينقض المحتجون على السيارة و يقوم بعضهم بكسر زجاج نوافذها ليخرج الشرطي من السيارة مشهرا مسدسه في وجههم و تبدو للجميع قنينات جعة كثيرة موضوعة بالمقعد الأمامي، من دون أن يبدي رئيسه المتواجد بعين المكان أي رد فعل. وبعد فترة من تلويحه بالمسدس في وجه الجميع بمن فيهم الفعاليات الجمعوية والإعلامية التي حضرت لمعاينة الوضع، تم إدخاله من طرف زملائه في سيارة أخرى تابعة للدائرة الأولى للشرطة ليغادر المكان، في تلك الأحيان أخذ العديد من المواطنين في قلب السيارة مرتين إلى أن تحطمت بشكل كلي، فيما أخذت مجموعة أخرى في رمي وابل من الحجارة على السيارات والشاحنة التي تقل أفراد القوات المساعدة وقوات التدخل السريع لتضطر على إثر ذلك لمغادرة المكان. بعد ذلك التحق باشا المدينة بعين المكان، لترتفع وتيرة الاحتجاجات، و بمجرد نزوله من سيارته رباعية الدفع، انقضت عليه مواطنتان و قامتا بسحبه إلى مكان تغمره المياه وهن ترددن على مسامعه و بصوت احتجاجي " آجي تشوف فين ساكنين، مرحبا بيك "، ليقرر الهرب مطالبا تدخل الأمن لحمايته، وبمجرد امتطائه السيارة ليغادر بها بعيدا انهالت عليها الحجارة من كل حدب وصوب حيث كسر زجاجها الخلفي وأصيبت بخسائر مهمة. وفي المرحلة الأخيرة جاء رئيس الأمن الإقليمي في محاولة لتهدئة الوضع، ليفاجئه الجميع بإصرارهم على حل مشكلتهم الآنية والمتمثلة في إخراجهم من المستنقعات التي غرقوا فيها، ليضطر إلى الاتصال بالجهات المسؤولة لطلب حفارة، حيث تم اقتلاع جزء كبير من الطريق الجديدة في اتجاه بحيرة مارتشيكا لخلق ممر للمياه المتجمعة أمام منازل المواطنين. هذا وتجب الإشارة إلى أن جل الطرق والأرصفة والقناطر التي تم إحداثها مؤخرا قد أصيبت بخسائر فادحة من جراء الغش الذي طالها، والتي تدخل في باب المشاريع التي أقرها الملك بنفسه والتي يقوم بتفقدها أثناء كل زيارة. فيديو المظاهرة