شهدت مدينة الناظور صبيحة أول أمس الاثنين هطول أمطار أدت إلى إغلاق العديد من الأزقة والشوارع الرئيسية على مستوى المدينة والضواحي، كما تسببت في خسائر مادية وصفت بالفادحة. وقالت بعض المصادر إن ما زاد من حدة هذه الخسائر هو هشاشة البنية التحتية التي تم إحداثها مؤخرا في إطار تمويل خاص برعاية ملكية خاصة. وأدت هذه الأمطار إلى تحطيم مجموعة من الطرق والأسوار وتسببت في شقوق بمجموعة من القناطر وخاصة المتآكلة منها، إلى جانب غرق العديد من السيارات والشاحنات في المستنقعات والحفر التي أحدثتها الأمطار بالطرقات. وذكرت المصادر أن جل الطرق والأرصفة والقناطر التي تم إحداثها مؤخرا قد أصيبت بخسائر فادحة من جراء الغش الذي طالها، مسجلة أن هذه الطرق والقناطر والأرصفة تدخل في باب المشاريع التي أقرها الملك والتي يقوم بتفقدها أثناء كل زيارة. وكان الوضع بمنطقة «إبوعروروثن» أكثر صعوبة منه في باقي المناطق، وذلك بسبب الطريق الجديدة التي تم إحداثها مؤخرا والمطلة على بحيرة مارتشيكا في إطار دعم المشاريع الاستثمارية والسياحية المفترض خلقها على طول محيط البحيرة، وذلك نظرا لإحداثها على مستوى مرتفع بالنسبة إلى موقع التجمعات السكنية العشوائية بالمنطقة التي غمرتها بالمياه بسبب ذلك كما حاصرتها المستنقعات. وقام شباب المنطقة صباح يوم الاثنين بقطع الطريق من الاتجاهين بواسطة الحجارة، لجلب انتباه السلطات المحلية التي تركتهم يواجهون مصيرهم مع الفيضانات، وقبيل الظهر حاول شرطي أن يقتحم المنطقة بالسيارة التي كان يقودها والمرقمة بمليلية، لكن أبناء المنطقة أوقفوه وطالبوه بالمغادرة، ومع إصراره على المرور أخذ هاتفه لطلب التدخل الأمني. وبعد لحظات قليلة التحق بعين المكان نائب رئيس الأمن الإقليمي بالناظور وقام باستدعاء أفراد القوات المساعدة وقوات التدخل السريع، في تلك اللحظة قام الشرطي بمحاولة اختراق الحاجز البشري حيث أصاب أحدهم بقوة قبل أن يتجمهر المحتجون حول السيارة ويقوم بعضهم بكسر زجاج نوافذها ليخرج الشرطي من السيارة مشهرا مسدسه في وجوههم. وأخذت مجموعة أخرى في رمي وابل من الحجارة على السيارات والشاحنة التي كانت تقل أفراد القوات المساعدة وقوات التدخل السريع لتضطر على إثر ذلك إلى مغادرة المكان. وتعرضت سيارة باشا المدينة بدورها لتكسير زجاجها الخلفي وأصيبت بخسائر أخرى. وفي المرحلة الأخيرة جاء رئيس الأمن الإقليمي لطلب حفارة، حيث تم اقتلاع جزء كبير من الطريق الجديدة في اتجاه بحيرة مارتشيكا لخلق ممر للمياه المتجمعة أمام منازل المواطنين.