ماذا عن احتضان المغرب للندوة التحضيرية للندوة التحضيرية للمهرجان الدولي للفنون الزنجية؟ اختيار المغرب لاحتضان الندوة التحضيرية للمهرجان الدولي للفنون الزنجية الثالث، تحت عنوانحماية و تنمية التراث الثقافي والذاكرة الإفريقية، والذي سينعقد في دكار في شهر دجنبر 9002, هو اختيار سينغالي بإيعاز من الرئيس عبد اللاي واد؛ الذي أراد أن يشرك عددا كبيرا من الدول الإفريقية في التحضير وخصوصا المغرب، ذلك أنه يؤمن بإمكانية إنشاء ولايات إفريقية متحدة؛ معتمدا في ذلك على النسيج التاريخي والاقتصادي والثقافي والحضاري الذي يمكن إفريقيا من أن تلعب دورا طلائعيا في القرن الحالي، متأملا النموذج الصيني والياباني. ويعتبر هذا المهرجان الذي يجمع الشتات الزنجي في العالم خطوة أولى نحو تحقيق هذا الحلم الإفريقي. بالنسبة لنا هذا مكسب وعمل سيكون مثمرا لبلادنا، وبالخصوص لنضالنا من أجل وحدتنا الترابية، وعودتنا إلى الفضاء الإفريقي. تم اقتراح إنشاء متحف للتراث الإفريقي، هل يمكن للمغرب أن يكون سباقا إلى ذلك؟ المغرب يمتلك من المؤهلات العلمية والتقنية ومن الخبرات والكفاءات ذات الصيت الدولي، إضافة إلى حضوره المشع والقوي في إطار منظمة اليونسكو فيما يخص حماية وصيانة التراث الإنساني المادي وغير المادي؛ ما يجعله قادرا على إيواء هذا المشروع. بالإضافة إلى جذوره ومرجعيته الإفريقية وإسهامه في منظمة الوحدة الإفريقية. وطرح فكرة المتحف من قبل الوفد السينغالي هنا بالرباط، وفي الندوة هي إشارة واضحة نحو المغرب، خصوصا وأن الأصدقاء في السينغال حريصون حرصا شديدا على عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي بقوة، والمغرب سيكون في مستوى الجواب. هل يمكن للأدب والفنون أن توحد بلدان إفريقيا في ظل الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية؟ أعتقد أن الإبداعات الأدبية والفنية والجمالية مؤهلة أكثر من أي خطاب سياسي أواقتصادي، في تقريب وجهات النظر وتوحيد الوجدان الإفريقي وتجميع إمكانيات المتخيل الإفريقي، لأن السياسة غالبا ما تبعد الأقرباء وتخاصم الأصدقاء. والتجربة الأدبية الإفريقية مؤهلة لتحقيق ذلك، ولكن ذلك ليس المقصود منه هو النيابة عن الإرادات الأخرى السياسية أوالدبلوماسية أوالروحية. وهنا أقول إن الخطاب الروحي له كذلك تأثيره وجدواه، وخير دليل عليه هو الامتداد الصوفي المغربي في السينغال وفي أطناب إفريقيا على مدى قرون خلت. فيمكن القول إن اكتشاف عدة بلدان إفريقية مر أولا عبر أصوات فنية وأدبية مثل نادين كونديمر أوسليف كيتا أوناس الغيوان أوالكاتب وول سوينكا وتشيكايا وغيرهم. إضافة إلى المهرجانات الفنية و الثقافية التي تساهم في التقريب بين البلدان الإفريقية. وفي هذا السياق سيحل السينغال ضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء في فبراير 2009, تكريما له ولدول جنوب الصحراء. وستكون فرصة للالتقاء بعدة كتاب وأدباء من إفريقيا من أجل مناقشة قضايانا ونضالاتنا . وأخيرا فالصوت الإفريقي على مستوى الفنون الإفريقية الأصيلة والأدب أصبح يسمع عالميا وفي جميع المنتديات الثقافية والفنية الدولية. شاعر ومدير مديرية المكاتب والخزانات والمحفوظات بوزراة الثقافة