قال العربي الحارثي، المدير الفني لمهرجان «أليغريا شفشاون» الذي يعقد دورته السادسة، التي ستنطلق من 9 إلى 11 يوليوز القادم تحت شعار «انصهار الثقافات المغربية والإسبانية والأمريكية اللاتينية»، إن الجديد في مهرجان هذه السنة هو أنه ينطلق من مفهوم إدماج وربط الثقافة بالتنمية، ومن ناحية البرمجة، يعمل المهرجان على تحقيق فضاء للتعدد الثقافي بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية وإسبانيا. وأضاف العربي الحارثي قائلا إن «المغرب لم يستطع أن يبلور إستراتيجية ثقافية واضحة ومهيكلة حول فكرة جامعة بإمكانها أن تعكس غناه الثقافي وتراثه. ومن أجل هذا الأمر، يتعين على المغاربة بغض النظر عن انتماءاتهم الإيديولوجية والجهوية والإثنية أو العقدية، أن يروا مواطنتهم كمشروع شامل حيث الوحدة والاختلاف يشكلان امتيازا». ولهذا السبب، يقول العربي الحارثي إن مهرجان شفشاون يأمل في أن يجعل فضاء المدينة مكانا تلتقي فيه الأفكار والآراء التعددية باعتبارها نموذجا للتعايش. تتميز هذه الدورة، التي اختير لها هذه السنة موضوع «شفشاون: ذاكرة أندلسية حية»، بتنوع ثقافي من خلال برنامج غني يعكس مختلف التعابير الثقافية والفنية والموسيقية والمسرحية وأيضا الرقص العصري وعروض الأزقة وغيرها من الألوان الفنية الراقية. كما يعكس اختيار هذا الموضوع، برأي المنظمين، روح الدورة الرامية إلى تقييم التنوع الثقافي والجغرافي والتاريخي والسياسي المميز لكل من المغرب وأمريكا اللاتينية وإسبانيا. وينتظر أن يشتمل برنامج هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية «أليغريا الشمالية» بدعم وكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية، على فقرات استثنائية تتضمن معزوفات موسيقية يمتزج فيها صوت المطربة سعيدة شرف «قوة الصحراء» بصوت المغنية الإسبانية الشهيرة مرسيديس بيون، في سياق أنغام أوركسترا شقارة وشباب الفلامينكو. كما سيتم بنفس المناسبة تقديم عروض مسرحية، من بينها مسرحية «فلوجة» من إخراج المسرحي المغربي إدريس الروخ. ومن جانب آخر، ستنظم ندوة حول « الأندلس : تراث قيم البحر الأبيض المتوسط». وتسعى هذه الندوة إلى أن تكون فضاء يتيح إجراء مراجعة تاريخية هادئة ومتدبرة لتاريخ حضارة وثقافة وشعب طبعت ببصماتها حوض البحر الأبيض المتوسط، مغذية تعدد ثقافاته بنماذج جديدة في العيش والتفكير، وأثرت في الاقتصاد والسياسة والثقافة وفن الطبخ والعمران. وتضيف الورقة التقديمية لهذه الندوة «لكن بما أن التاريخ هو أيضا مكون من مكونات الواقع السياسي للحاضر، سيكون من المفيد أن تستعيد الأندلس مثاليتها ومجدها، من خلال قراءة جديدة للتاريخ، قادرة على جعل هذا الأخير آلية للسلام والحوار ومناقض لكل أنواع التطرف». ويذكر أن مهرجان شفشاون ينظم من طرف جمعية «أليغريا الشمالية» بشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الشمالية وبلدية شفشاون وعمالة شفشاون ووزارة الثقافة والوكالة الإسبانية لتنمية التعاون الدولي ووزارة الثقافة الإسبانية والمعهد الدولي للمسرح المتوسطي، فضلا عن المكتب الوطني للكهرباء.