حذّرت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة من كارثة إنسانية حقيقية ستضرب مختلف مناحي الحياة في قطاع غزة بسبب منع السلطات الصهيونية إدخال الوقود، الخاص بتشغيل محطات الكهرباء الرئيسية في القطاع، عقب إغلاق المعابر بشكل كامل. ونبّه الدكتور عرفات ماضي، رئيس الحملة الأوروبية الذي زار قطاع غزة ضمن الوفد البرلماني الدولي الذي وصل القطاع على متن سفينة الكرامة ، من أن انقطاع التيار الكهربائي، لا سيما على المستشفيات، سيتسبب بحالات موت جماعي لمرضى الحالات الصعبة في قطاع غزة، والذين يتجاوز عددهم المئات، إذا واصل الاحتلال الصهيوني منع الوقود عن غزة. وقال الدكتور ماضي في تصريح له: لقد قام الوفد البرلماني الدولي بزيارات ميدانية لمحطة الكهرباء وللمستشفيات واطلع على مدى خطورة انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة ، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يوقف تغذية المستشفيات بالطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية، ما قد يعني حالات وفاة جماعية للمرضى في أقسام العناية المركّزة ولأولئك الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي وغسيل الكلى، فضلاً عن حاضنات الأطفال الخُدّج. وأشار إلى أن الوفد البرلماني الدولي طالب خلال زيارته الاتحاد الأوروبي بممارسة الضغوط على الجانب الصهيوني لفتح المعابر ووقف العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني، مدينين في الوقت ذاته إغلاق المعابر ومنع تزويد القطاع بالوقود الضروري لاستمرار الحياة. وقال: إن خطر الموت يتهدد قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، وذلك بعد أن توفى 257 مريضاً جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج، نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد، وإغلاق كافة معابر القطاع منذ أشهر . وأطلقت الحملة والوفد البرلماني الدولي نداء استغاثة يطالب فيه المؤسسات الطبية الدولية بالتحرك لإمداد غزة بما تحتاجه من أدوية ومستلزمات طبية عن طريق البحر، مشيرين إلى أنه لم يعد هناك عذر لأي جهة في عدم تقديم العون والمساعدة للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة في ظل فتح الممر المائي بين قبرص وغزة . وفي السياق ذاته؛ زار الوفد البرلماني الدولي معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، حيث طالب الوفد الرئيس المصري حسني مبارك بالتدخل شخصياً والإسراع في فتح معبر رفح، الذي يعتبر الشريان العربي الوحيد لقطاع غزة، والذي يمكنه أن يمنع وقوع كارثة إنسانية محققة، مشيراً إلى أن مواصلة إغلاقه وتسببه في وفاة المزيد من المرضى يُعد مشاركة فعلية في الحصار المفروض على مليون ونصف المليون فلسطيني. وكانت 23 شخصية، من بينها 13 نائباً يمثلون ثلاثة وخمسين نائباً من مختلف أنحاء العالم، قد وصلوا إلى قطاع غزة المحاصرة على متن سفينة الكرامة بعد أن كانوا منعوا سابقاً من دخول غزة عبر معبر رفح من قبل السلطات المصرية.