نفى "الاتحاد الأوروبي" قيامه بتقليص -أو وقف- تمويل الوقود الخاص بتشغيل محطة الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الأموال المخصَّصة لذلك أُرسلت ووصلت جميعها إلى سلطة رام الله. جاء ذلك في رسائل رسمية تلقَّتها "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، ومقرُّها بروكسيل، بحسب بيانٍ صادرٍ عنها يوم السبت (20-2)، تلقَّى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخةً منه من مسؤولين أوروبيين، بينهم وزراء خارجية، ردًّا على استفسارات تقدَّمت بها إلى دول "الاتحاد الأوروبي" فيما يتعلق بوقف تمويل وقود الكهرباء في قطاع غزة المحاصر للسنة الرابعة على التوالي. وأوضحت الحملة أن الرسائل الأوروبية الرسمية تؤكد أن "الاتحاد الأوروبي" لم يقلِّص المبالغ المالية المخصَّصة لوقود الكهرباء في غزة أو يوقفها، وإنما الذي حصل هو أن سلطة رام الله تقدَّمت بطلب إلى "الاتحاد الأوروبي" في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي كي تصل المبالغ المخصصة للوقود في غزة إليها، على أن يترك "الاتحاد الأوروبي" للسلطة "تحديد وجهة هذه الأموال حسب الأولويات". وأشارت الرسائل إلى أن "الاتحاد الأوروبي" حرص في عام 2009م على ثبات إمداد قطاع غزة بالوقود الكافي لتشغيل الكهرباء بالمعدَّل الممكن، وهو 202 ميجاواط؛ حيث تأتي 120 منها عبر الجانب الصهيوني و17 تأتي عبر مصر و65 ميجاواط عبر محطة توليد كهرباء غزة؛ حيث إن مجموع ذلك يمثل حوالي 70% من احتياجات سكان القطاع، لا سيما في ظل رفْضِ تل الربيع (تل أبيب) إدخال الكمية اللازمة لتشغيل محطة الكهرباء بطاقتها الكاملة. وأكد المسؤولون الأوروبيون -الذين عبَّروا عن انزعاجهم لتشويه صورة الاتحاد في وسائل الإعلام خصوصًا فيما يتعلّق بالوضع الإنساني في قطاع غزة- أنهم سيتحدثون مع سلطة رام الله بهذا الخصوص، وسيستفسرون عن الأمر، لا سيما أن شهر كانون ثاني (يناير) الماضي شهد انخفاضًا في إمداد قطاع غزة بالوقود اللازم لمحطة الكهرباء الرئيسية. من جانبها انتقدت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" استخدام الاحتياجات الإنسانية لمليون ونصف المليون إنسان فلسطيني في المناكفات السياسية، لا سيما أن مثل هذا الأمر قد يكلِّف حياة المئات من الفلسطينيين، لا سيما المرضى منهم، ويهدِّد بكوارث إنسانية خطيرة. يُذكر أن "الحملة الأوروبية" أجرت سلسلة اتصالات عاجلة مع العديد من الأطراف الأوروبية؛ من أجل حثِّها على إعادة تمويل ثمن الوقود الذي يشغّل محطة الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة؛ حيث بعثت بعشرات الرسائل لكل النواب الأوروبيين من أجل حثِّهم على التحرك على صعيد "الاتحاد الأوروبي"، ومخاطبة وزراء خارجيتهم ووزراء التعاون الدولي؛ من أجل إنقاذ المحاصرين في قطاع غزة، ومنع وقوع كارثة محققة.