علمت التجديد أن حياة عائلة التلميذ ياسين بنلعسل؛ المعتقل بتهمة الإخلال الواجب للملك انقلبت رأسا على عقب بعد سجنه، إذ غادر جميع أفراد الأسرة بلدة أيت أورير، وتركت منزلها المملوك، وتوجهت إلى الاستقرار بمدينة مراكش نهائيا. وقالت مصادر مطلعة إن الأب الذي مازال مصدوما جدا من واقعة سجن ابنه الأكبر عمل على نقل باقي أبنائه من مدارسهم بأيت أورير إلى مدارس بمراكش، بالرغم من الدعم الذي لقيه من قبل أطر وإدارة ثانوية أبطيح حيث كان يدرس ياسين، وقد سلمت له شهادة حسن السلوك للاستعانة بها أثناء المرحلة الاستئنافية من القضية. وأوضحت أن سلوك الأب كان مخافة أن يؤثر الحادث على أبنائه من خلال نظرة زملائهم في المدرسة والحي. وفي اتصال هاتفي بأب ياسين؛ رفض الحديث إلى الصحافة، وقالت مصادر مقربة من الملف إنه مازال يعيش تحت وقع الصدمة، ويأمل أن يخفف الحكم في الاستئناف أويطلق سراح ابنه بعفو ملكي. إلى ذلك أشارت مصادر تربوية من ثانوية ابطيح بأيت أورير لـالتجديد أن ياسين بنلعسل الذي يدرس هذه السنة في قسم الباكالوريا علمي لم يعرف عنه الشغب، وأنه كان مواظبا على دروسه، ولم يسبق له أن كرر أي قسم منذ وطئت رجلاه المدرسة الابتدائية، كما كان بطلا للمغرب في الكاراتيه، وكان زملاؤه يعتمدون عليه في المباريات الرياضية، خاصة وأن والده أيضا رجل تعليم ومدرس للتربية البدنية. وأوضحت المصادر أن الأمور تسير سيرا عاديا في الثانوية، ولم تسجل أي حركة تضامن أواحتجاج، علما أن الثانوية تعيش على إيقاع مشاكل جمة؛ سواء في المكتبة أوفي الداخلية. كما أن السلطات المحلية لا تبد أي تعاون في حل تلك المشاكل على حد تعبير المصدر. وقالت المصادر إن ياسين كان ضمن خمسة تلاميذ خرجوا وقت صلاة التراويح في رمضان المنصرم وهم يحملون بخاخ صباغة، حيث كتبوا عبارات من قبيل نحن ضد المدرسة، ونحن ضد الحكومة ، وقد عمل حارس المدرسة على محوها في الحين بصباغة أخرى، لكن عبارات قذف في حق الملك كتبت على جدران ثانوية مولاي رشيد والمدرسة الإعدادية الجديدة المجاورة وصلت إلى أعين أعوان السلطة المحلية؛ الذين أبلغوا رجال الدرك بالأمر، ليتم اعتقال ومحاكمة ياسين في ظروف قياسية بالسجن النافد سنة بدون وجود محام. من جهة ثانية قال بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش إن الظروف التي جرت فيها محاكمة التلميذ ياسين اتسمت بالسرعة، مما حرمه من كل سبل الدفاع، ودفع المحكمة إلى إصدارحكم قاسي في حقه بناء على محاضر مشكوك في سلامتها، وخصوصا أن ظروف اعتقاله واستنطاقه لم تكن طبيعية، مما يؤكد انتفاء شروط وضمانات المحاكمة العادلة. وعبر مكتب الفرع عن انشغاله وقلقه الكبيرين من استمرار توظيف ما يسمى بالمقدسات للزج بالمواطنين في السجن، وانتهاك الحريات وحقوق الإنسان؛ في ظل شروط تنتفي فيها قواعد العدل والإنصاف. يذكر أن المحكمة الابتدائية أصدرت بمراكش بتاريخ 29 شتنبر 2008 حكما بالسجن لمدة سنة نافذة في حق التلميذ ياسين أيت بنلعسل وهو من مواليد يونيو 1990 حيث اعتقل بتاريخ 20 شتنبر 2008 رفقة ثلاثة تلاميذ تم إطلاق سراحهم، ويتابع دراسته بثانوية ابطيح بأيت أيت أورير (مستوى باكالوريا علمي)، ولقد تابعته النيابة العامة في حالة اعتقال بتهمة إهانة المقدسات؛ بناء على محضر أنجز من قبل الدرك الملكي بأيت أورير، نسب فيه إلى التلميذ ياسين أنه كتب عبارات قذف في حق الملك على جدران إحدى الإعدادية الجديدة بأيت أورير.