قامت أسرة التلميذ ياسين آيت بنلعسل، يوم أمس، بزيارة ابنها المعتقل في السجن المدني بولمهارز بمراكش، حيث يقضي عقوبة سجنية نافذة مدتها سنة واحدة، بعد متابعته بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك. و وقفت على حالته النفسية المتأزمة و تدهور وضعه الصحي و ظهور تورمات في وجهه. و أوضح مصدر من أسرة التلميذ أن معاناة ابنها ناتجة عن وضعه وسط بيئة سجنية صادمة، و افتقاده حضن أسرته و نشاطه الرياضي اليومي الذي أهله ليصبح بطلا للمغرب في رياضة الكاراتي في وزن أقل من 65 كيلوغراما، علاوة على تهديد مستقبله الدراسي بالضياع. وروى مصدرنا كيف جاء رجال الدرك الملكي إلى بيت الأسرة في أحد أيام شهر رمضان الماضي على الساعة السابعة صباحا، و طلبوا من الأم تسليمهم ابنها الأكبر ضمن أطفالها الأربعة، واقتادوه بطريقة عنيفة إلى مركز الدرك. فصول التحقيق صاحبها تناوب في أسلوبي الترهيب والترغيب، وتطلّب الأمر محاصرته بحوالي ثمانية من رجال الدرك وباشا المدينة، ليتمكنوا من انتزاع اعتراف ياسين بالمسؤولية عن كتابة عبارة مسيئة إلى الملك. «والسبب في متابعته وإطلاق سراح الآخرين كونه اعترف فيما أنكر الآخران مشاركتهما في تلك الأعمال» يقول مصدر جمعوي محلي مقرب من التلميذ ياسين. وفيما ظهرت صفحة في موقع «فيس بوك» لإطلاق حملة تضامن دولية مع ياسين، أبدت فعاليات جمعوية وحقوقية محلية ووطنية اعتزامها تبني القضية. وأوضح المحامي محمد الغلوسي، نائب رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة مراكش، أن المحاكمة تمت في ظرف أسبوع واحد، حيث اعتقل ياسين يوم الاثنين 22 شتنبر الماضي، وصدر الحكم في 29 من الشهر ذاته. وأوضح الغلوسي، الذي دخل في اتصال مع أسرة التلميذ، أن هذه الأخيرة ما زالت تبدي بعض التحفظ في طرح قضية ابنها أمام الهيئات الحقوقية ووسائل الإعلام، خوفا من انعكاس ذلك على الحكم الذي ستصدره محكمة الاستئناف، والتي لم تتوصل إلى الثلاثاء الماضي بملف القضية ولم تحدد بناء على ذلك تاريخا لجلسة المحاكمة؛ علما أن التهمة الموجهة لياسين تفترض عقوبة قد تصل إلى خمس سنوات سجنا نافذا. مصادر مقربة من ياسين آيت بنلعسل أكدت في شهادات متطابقة أنه لا يرتبط بأي علاقة مع أي هيئة أو تيار سياسي. وأوضحت مصادر محلية أن الأمر يتعلق بمجموعة تتكون من ثلاثة تلاميذ على الأقل، حصلت على «بخّاخ» صباغة، وأخذت تستعمله في كتابة بعض العبارات فوق الجدران، منها تلك التي اعتبرت مسيئة إلى الملك، والتي كتبت فوق جدار إعدادية مولاي رشيد بآيت ورير، وتبيّن أن المتابعة لم تحرك بسبب عبارة «الله الوطن البارصا»، بل بسبب عبارة تمس مباشرة بشخص الملك.