أكد فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ، أن منظمة التحرير الفلسطينية بصورتها الحالية فقدت شرعيتها بعد رحيل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مشدداً على عدم شرعية اللجنة التنفيذية للمنظمة بشكل خاص. وقال القدومي لصحيفة الحياة التي تصدر من لندن في تصريحات نشرت يوم الجمعة (17/10) : اللجنة التنفيذية الحالية غير شرعية مشيراً إلى وفاة ستة من أعضاء اللجنة بما يفقدها النصاب القانوني. وأضاف: بالنسبة إليّ، فإن أي قرارات تصدرها اللجنة الحالية أراها غير شرعية، لأنها لا تتوافر لها الشروط المطلوبة، خصوصاً أن اجتماعاتها داخل الأرض المحتلة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي تمس بشرعيتها وصدقية قراراتها وسلامتها . وأوضح الذي يرأس الدائرة السياسية للمنظمة أنه كان من المفروض أن تجتمع المنظمة وأن يتم تفعيلها، لكن للأسف لم يحدث التجديد لأسباب عدة على رأسها الخلاف بين السلطة وحركة حماس . ولفت إلى جهود بذلت من أجل تفعيل المنظمة بعد وفاة عرفات عبر عقد اجتماعات عدة مع كل فصائل المقاومة وقال : نجحنا في وضع برنامج عمل سياسي وشكلنا لجنة تحضيرية، لكن عقب الانتخابات (التشريعية التي فازت فيها حماس في العام 2006) جُمدت هذه الجهود، ما أدى إلى تعطيل المنظمة وشل مؤسساتها . وشدد القدومي على ضرورة انضمام حماس وكل القوى الفلسطينية إلى المنظمة من دون اشتراطات، لأن تفعيل المنظمة وإصلاحها هو مطلب لجميع القوى الفلسطينية ، داعياً إلى ضرورة عقد مجلس وطني جديد وانتخاب قيادة جديدة للجنة التنفيذية، ووضع آلية تكفل تفعيل المنظمة وإصلاحها . ووصف اجتماع اللجنة التنفيذية داخل فلسطينالمحتلة بأنه أمر شاذ ، وقال: لا يجوز لقيادة المنظمة وهيئتها التنفيذية أن تجتمع داخل الأرض المحتلة . وانتقد الأوضاع الحالية متهماً السلطة بأنها تبتلع المنظمة بكل مؤسساتها . وانتقد المفاوضات التي يجريها رئيس السلطة محمود عباس وفريقه مع الاحتلال الصهيوني، معتبراً أنها أضرت بالقضية الفلسطينية ولم تحقق نتيجة تذكر، بل العكس صحيح، فمدينة القدس طُوّقت بكم هائل من المستوطنات، وما تقدمه إسرائيل من عروض لا يمكن أن يحقق تسوية سياسية عادلة . وطالب بإطلاع جميع القوى الفلسطينية على المسار السياسي وسير المفاوضات لتعزيز الثقة . وعن الإعدادات للمؤتمر السادس لـ فتح ، قال قدومى إن الحركة على وشك عقد المؤتمر، ولم يبق سوى تحديد الزمان والمكان الذي تقرره اللجنة المركزية . وأوضح أن عدد الأعضاء المقترح مشاركتهم يتراوح بين 1000 و1500 عضو ، مبدياً انزعاجه من مظاهر تخرج عن الانضباط الحركي . ودعا قادة فتح إلى احترام النظام الداخلي والتمسك بما حدد من صلاحيات لتجاوز العقبات والمشاكل... لكن علينا أن نعالج هذه المشاكل والقضايا بروح التعاون والحرص على وحدة الحركة وتحقيق أهدافنا المطلوبة . وتوقع حدوث بعض الإشكالات على خلفية انعقاد المؤتمر ، إلا أنه قلل من شأنها لأن مؤتمراً بهذا الحجم وبعد هذه السنوات من الغياب لا يخلو من مشاكل على حد تعبيره.