إلى غاية يوم الأربعاء 24 شتنبر 2008 ، أقدمت السلطات المغربية على إغلاق 12 دارا للقرآن الكريم بالعديد من المدن المغربية، إذ قامت بتشميع مقراتها بحضور مختلف الأجهزة الأمنية، بحيث تحول رفض رأي الشيخ محمد المغراوي رئيس جمعية الدعوة للقرآن والسنة بمراكش بخصوص تزويج الصغيرة، إلى حملة لإغلاق دور تحفيظ القرآن الكريم. وعلمت التجديد أن دور القرآن التي أغلقت تتوزع على 3 دور القرآن بمدينة سلا تابعة لجمعية القاضي عياض، والكائنة بكل من حي الانبعاث، وسيدي موسى، والمدينة العتيقة. كما قامت السلطات بإغلاق دار القرآن بمدينة القنيطرة التابعة لجمعية السبيل، ودار القرآن بمدينة الجديدة التابعة لجمعية الإمام مالك، كما أغلقت دور للقرآن بكل من مدن آسفي والشماعية ووجدة والكارة وأولاد تايمة ومراكش. وخلف قرار الإغلاق استياء كبيرا في صفوف المواطنين، الذين كانوا يحفظون بها أبناءهم القرآن الكريم، كما يتم استغلالها لأداء الصلوات الخمس، حين لا يكون هنالك مسجد بالأحياء التي توجد فيه هذه الدور. وحول هذه التطورات، أكد المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، في بيان له، أنه إذ لا يتفق مع رأي الشيخ محمد المغراوي في تزويج الصغيرة، على اعتبار أن مدونة الأسرة قد حسمت في الموضوع، فإنه يؤكد في الوقت ذاته أن القضية عرفت استغلالا إعلاميا ضيقا لاستهداف الحق في التعبير وإبداء الرأي، ضدا على كل المكتسبات الحقوقية في هذا المجال. وشدد البيان أن المكتب التنفيذييرفض هذه التطورات السلبية المجحفة، ودعا إلى التراجع عنها ومعالجة القضية موضوع الخلاف بما يناسب طبيعتها وحجمها درءا لكل ما يشوش مسيرة تأهيل حقل التدين والدعوة ببلادنا، انسجاما مع مقتضيات الشرع والقانون. من جهته، وصف مصطفى الرميد، محامي ورئيس فريق العدالة والتنمية في حوار ننشره في الصفحة ,3 رأي الشيخ محمد المغراوي حول زواج الصغيرة، بـالمتهافت. وفي الوقت ذاته، اعتبر الرميد فتح تحقيق في فتوى المغراوي إرهابا ومسلكا يجد ذاته في منطق محاكم التفتيش. وقال الشيخ محمد المغراوي في تصريح لقناة الجزيرة، إن ما قاله بخصوص تزويج الصغيرة إنما هو رأي وليس فتوى، وأكد المغراوي أن ذلك جاء في سياق تفسيره لآية في سورة الطلاق هي قوله تعالى {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْن}، وأكد المتحدث أن الرأي الذي قال به إنما أخذه من تفاسير المفسرين.