ألغت المحكمة الابتدائية الإدارية بمراكش، أول أمس الثلاثاء، قرار وزير الداخلية، شكيب بنموسى، الذي قضى بإغلاق مقر جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة «دار القرآن» بمراكش، ونزع لوحتها وتجميد نشاطها. وعلمت «المساء»، من مصادر على علاقة بملف إغلاق دور القرآن بمراكش، أن المحكمة اعتبرت أن القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية بعد الفتوى التي أصدرها محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، بجواز الزواج من طفلة في التاسعة من العمر «غير ذي سند قانوني». وكشفت مصادر «المساء» عن جانب من أطوار الجلسة التي شهدتها إحدى قاعات المحكمة الابتدائية من سجال قوي بين دفاع وزارة الداخلية، في شخص والي مراكش، وبين دفاع جمعية دور القرآن، قبل النطق بالحكم، الذي لم يرض دفاع الوزارة الوصية، في حين اعتبرته مصادر من جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش قرارا «عادلا ومنصفا لأهل القرآن في شهر القرآن الكريم». وسيعمد دفاع ولاية مراكش، بعد هذا القرار، إلى استئناف الحكم خلال الأيام المقبلة. هذا القرار جاء بعد شكاية تقدمت بها جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش في حق كل من وزير الداخلية نفسه، ووالي الجهة، وقائد المنطقة التي توجد بها دار القرآن، بعد أن اتهمهم دفاع دار القرآن، خلال المرافعات، بإجبار الكاتب العام للجمعية على توقيع محضر قرار الإغلاق دون تسليمه أي نسخة ودون تقديم الأسباب الكامنة وراء القرار. وقد استأثرت جلسة أول أمس باهتمام بالغ، إذ حضر أكثر من 10 محامين قدموا نيابتهم عن دار القرآن بينهم محامو جمعيات حقوقية على رأسها منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، إضافة إلى بعض المتتبعين للملف. والجدير بالذكر أن السلطات المحلية كانت قد أغلقت عددا من دور القرآن التابعة للجمعية وعددها 10 منذ سنة 2003 على خلفية تفجيرات الدارالبيضاء، وتوجد بشارع الأمير مولاي عبد الله، وحي سيدي يوسف بن علي، وحي رياض العروس بالمدينة القديمة، وحي المحاميد، وحي بوكار، وحي المسيرة، وحي أزلي، وحي أسيف، وحي بلبكار، وحي السراغنة، وقد أبقت على دار القرآن الوحيدة التي انتقل مقرها من حي بوكار إلى شارع آسفي، وكانت تعمل، قبل إغلاقها في شتنبر من السنة الماضية، على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال والكبار، وتنظم فيها دروس لمحو الأمية لشريحة عريضة من المجتمع، خاصة النساء اللواتي يزيد عددهن على ألفي امرأة يتم تفويجهن خلال الأسبوع، وتعطى فيها دروس تعليمية للذكور والإناث صغارا وكبارا. يشار إلى أن السلطات قامت بإغلاق 68 دارا للقرآن في مختلف مدن المغرب على خلفية رأي محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، في تفسير آية من سورة الطلاق، وتهم موضوع تزويج البنت الصغيرة. وسبق لمحكمة القنيطرة أن أصدرت في وقت سابق حكما يقضي بعدم قانونية قرار باشا المدينة الذي أُغلق دار القرآن التابعة لجمعية السبيل الثقافية بالقنيطرة في سياق حملة إغلاق دور القرآن.