أيدت محكمة الاستئناف الإدارية بمراكش، أول أمس الأربعاء، قرار وزير الداخلية شكيب بنموسى القاضي بإغلاق مقر جمعية «الدعوة إلى القرآن والسنة» بمراكش، التي يرأسها الشيخ محمد المغراوي ونزع لوحتها وتجميد نشاطها. في الوقت الذي كانت المحكمة الإدارية بمراكش قد أيدت بداية شتنبر الماضي ابتدائيا دعوى الطعن المقدمة من قبل رئيس الجمعية، على اعتبار أن قرار الإغلاق موكول للقضاء وليس للسلطات المحلية، وأن القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية بعد الفتوى التي أصدرها محمد المغراوي بجواز الزواج من طفلة في التاسعة من العمر «غير ذي سند قانوني». وكشفت مصادر «المساء» عن جانب من أطوار الجلسة التي شهدتها إحدى قاعات محكمة الاستئناف، والتي عرفت سجالا قويا بين دفاع وزارة الداخلية في شخص والي مراكش وبين دفاع جمعية «دار القرآن». وقد قام والي جهة مراكش تانسيفت الحوز بالنيابة، بوشعيب المتوكل، باستئناف الحكم الابتدائي لكون الفتوى المذكورة «منافية للقانون وفي خلاف تام لما جرى به العمل بالمغرب في مجالات العقيدة والفقه وتفسير النصوص الشرعية» . وتأتي هذه الدعوى بعد شكاية تقدمت بها جمعية «الدعوة إلى القرآن والسنة» بمراكش في حق كل من وزير الداخلية نفسه، ووالي الجهة، وقائد المنطقة التي توجد بها دار القرآن، بعد أن اتهمهم دفاع دار القرآن، خلال المرافعات، بإجبار الكاتب العام للجمعية على توقيع محضر قرار الإغلاق دون تسليمه أي نسخة ودون تقديم الأسباب الكامنة وراء القرار. وقد استأثرت جلسة أول أمس باهتمام بالغ، إذ حضر أكثر من 10 محامين قدموا نيابتهم عن دار القرآن، بينهم محامو جمعيات حقوقية على رأسها منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، إضافة إلى بعض المتتبعين للملف. والجدير بالذكر أن السلطات المحلية كانت قد أغلقت عددا من دور القرآن التابعة للجمعية وعددها 10 منذ سنة 2003 على خلفية تفجيرات الدارالبيضاء، وتوجد بشارع الأمير مولاي عبد الله، وحي يوسف بن علي، وحي رياض العروس بالمدينة القديمة، وحي المحاميد، وحي بوكار، وحي المسيرة، وحي أزلي، وحي أسيف، وحي بلبكار، وحي السراغنة، وقد أبقت على دار القرآن الوحيدة التي انتقل مقرها من حي بوكار إلى شارع آسفي، وكانت تعمل، قبل إغلاقها في شتنبر من السنة الماضية، على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال والكبار، وتنظيم دروس لمحو الأمية لشريحة عريضة من المجتمع، خاصة النساء اللواتي يزيد عددهن عن ألفي امرأة يتم تفويجهن خلال الأسبوع، كما كانت تعطى فيها دروس تعليمية للذكور والإناث، صغارا وكبارا. يشار إلى أن السلطات قامت بإغلاق 68 دارا للقرآن بمختلف مدن المغرب على خلفية رأي محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، في تفسير آية من سورة الطلاق، وتهم موضوع تزويج البنت الصغيرة. وسبق لمحكمة القنيطرة أن أصدرت في وقت سابق حكما يقضي بعدم قانونية قرار باشا المدينة الذي أغلق دار القرآن التابعة لجمعية السبيل الثقافية بالقنيطرة في سياق حملة إغلاق دور القرآن.