قال موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية لـالتجديد : إن اتهام جريدة ليكونوميست للعربية بالانغلاق وتهكمها على الفريق الاستقلالي الذي تقدم بمشروع تعريب الحياة العامة، دعوة إلى عهد الاستعمار وإلى الحماية اللغوية، وقال إن هؤلاء يجهلون اللغة العربية. وأضاف الشامي إن الدعوة إلى التعريب لا تعني الرجوع إلى الماضي، وإلا كيف نفسر استعمال العبرية من قبل إسرائيل وهي لغة كانت ميتة، وكيف نفسر تشبث الفنلنديين بلغتهم؟ وكانت جريدة لكونوميست قد اعتبرت في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء 9 شتنبر 2008 ، أن العربية تعد في قائمة اللغات المغلقة على نفسها، أي لا يتكلمها إلا العرب، مما يؤثر على الآفاق في العصر الراهن. وجاء هذا الكلام في سياق تهكمها على مشروع قانون تعريب الإدارة والحياة العامة الذي نادى به حزب الاستقلال، حيث اعتبرت أن الدعوة إلى التعريب هو دعوة إلى الرجوع إلى الوراء وملامسة التطرف الفكري. والدليل على ذلك هو مخلفات تعريب التعليم المتمثلة في أجيال حاصلة على شواهد لكنها أمية، حسب الجريدة المذكورة، لأنها لا تعرف التحدث أوكتابة طلب عمل. ومن أجل تجاوز الحالة الانفصامية للغات تدعو الجريدة الحكومة إلى تقوية تعليم اللغات الأجنبية كالإنجليزية أوالصينية لتمكين المغاربة من الاندماج في عالمهم عوض العربية، لأنها من اللغات المغلقة على نفسها، معتبرة أن ملف التعريب من الأخطاء الجسيمة. كما اعتبرت أن قلة قليلة من المغاربة منينشغلون بلغتهم الطبيعية. وبخصوص تعريب التعليم قال الشامي: التعريب لم يحطم التعليم، ما حطم التعليم هو توقفه عند الباكالوريا وعدم تعريب الحياة العامة. وأوضح الشامي أن كتابا من أمثال الطاهر بنجلون أوخير الدين أوغيرهم لا تعتبرهم فرنسا فرنسيين، وإنما كتاب ناطقين باللغة الفرنسية، وبالتالي فهي تعينهم وتوظفهم لخدمة اللغة الفرنسية. ومن جهتها صرحت لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق البرلماني الاستقلالي بأن :من ينسب التأخر إلى اللغة فهو عاجز، لأن اللغة هي وعاء للفكر؛ ففشل الأجيال مرتبط بأشياء أخرى. كما أن فشل التعليم لا يرتبط بالتعريب، لأن اللغة العربية مشهورة بتاريخها العلمي فيما يخص العلوم الدقيقة، فإذن هي لغة التقدم. واعتبرت أن:الربط بين التأخر و اللغة العربية هو تحليل غير دقيق، ويعبر عن أفق ضيق. كما أكدت على أن تعلم اللغات ضروري ومشروع في الدين، فالعرب ترجموا من اللغات الأخرى، ويمكن الرجوع إلى تاريخ الأندلس. إلا أنه لا أحد يفرض لغته على الآخر كما يعتز كل واحد بهويته. وأضافت سميرس أن ما جاء في الافتتاحية يرمز إلى قصور في التفكير، و دليل على أنهم أناس لا يفكرون في الجذور التي هي أساس كل حضارة وهوية. واللغة العربية هي مقوم من مقومات المغرب. وختمت تصريحها بأن الفرنسية ليست لغة العلم اليوم، وأننا نعيش حالة من الاختراق اللغوي جعلت من المغربي ألا يتقن أية لغة سواء عربية أو فرنسية وعلى هذا الأساس فتعريب الحياة العامة هو اشتغال بالأسس والهوية.